بحث حول الحركة العلمية و الادبية في العصر العباسي

بحث حول الحركة العلمية و الادبية في العصر العباسي



مقدمة:
الحضارة الإسلامية هي جزء من دين ملؤه الرقي و السمو و طبعا يكون بالأخلاق الفاضلة و العادات والتقاليد المحترمة و العلوم المزدهر ة, وهذا المفهوم عرفته الشعوب الإسلامية الأولى و طبقة دعوى الإسلام فحققت الازدهار و التطور في مختلف مجالات الحياة فأمنت للعالم الإسلامي عظمة و هيبة جعلته الرائد بلا منازع, و فتحت المجال أمام الأسماء الإسلامية بأن تبرز و تخرج لتعرف بالعقل المسلم ولترفع عنه الاتهامات, فحقق عباقرتها انجازات خدمت البشرية مدى الدهر، و جعلت الاعترافات تقربها, فاكتشف العلماء و اخترعوا و ألفوا وبلغت أوجها في العهد . استمرت الخلافة العباسية في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، و بقي للعباسيين بعد ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.
و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، وبضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها معظمة، و الخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور محصنة، و مازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.
فقد شهدت الحركة العلمية في العصر العباسي ازدهارا كبيرا في شتى الميادين، يعود سببه إلى ظهور الكثير من العلماء والمفكرين في مختلف العلوم وانتشار حركة الترجمة واهتمام الخلفاء بها، إضافة إلى التوسع في التعليم العام وبناء المدارس والمؤسسات الثقافية مثل دور العلم والربط فضلا عن المساجد. ومن العلماء البارزين في اللغة والادب والشعر الخليل بن أحمد الفراهيدي في علم النحو والعروض (نظم الشعر) والجاحظ في الادب والبلاغة والاصمعي في الادب واللغة, كما تميز الامام بن ثابت الكوفي المعروف بابي حنيفة والقاضي ابي يوسف في علم الفقه. أما شعراء هذا العصر فمن أبرزهم أبو العتاهية وعباس بن الأحنف وابو تمام الطائي والبحتري والمتنبي والشريف الرضي وأبو العلاء المعري وأبو نواس ومن المؤرخين البارزين محمد بن جرير الطبري واليعقوبي وبرز في الجغرافية المسعودي أما في الرياضيات والفيزياء فقد برز أبو الحسن بن الهيثم وفي علم الجبر محمد بن موسى الخوارزمي وفي الكيمياء جابر بن حيان وغيرهم كثيرون ممن ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الاوربية واستفيد منها في النهضة الاوربية الحديثة. وقد اهتم الخلفاء بالعلم والعلماء فقربوهم وشجعوهم فكان لذلك أثره الكبير على الرقي الفكري في هذا العصر، وأبرزهم الخليفة هارون الرشيد الذي اشتهر بتقريبه العلماء والفقهاء والادباء والشعراء والكتاب وتشجيعهم على البحث والتأليف وتوفير كل ما يحتاجون اليه في بحوثهم ودراساتهم.

1) مظاهر ازدهار الحركة العلمية:

ü أصبحت المساجد ساحات علمية ومجالس للدرس و المناظرة و التثقيف .
ü امتزاج الثقافة العربية بثقافات الأمم السابقة .
ü ترجمة كتب العلوم المختلفة إلى العربية و الإضافة إليها.
ü ظهور علم الكلام للرد على الملاحدة و الزنادقة .
ü ازدهار الثقافة الدينية تفسير القران جمع الأحاديث نشأة الفقه.
ü ازدهار العلوم اللغوية بظهور مذهب الكوفيين و البصريين في دراسات النحوية.
ü الاهتمام بالتأليف البلاغي و النقدي ورواية الشعر والنوادي و الأخبار.
ü ظهور مذهب المحدثين في الشعر وتعدد اتجاهات الشعراء و أغراضهم .
ü تجدد أساليب النثر وتنوع فنونه مثل الخطابة و الكتابة و التأليف.
2) تأثير الحضارات الأخرى في الحضارة الإسلامي
‌أ) التأثير الفارسي:
في العصر العباسي قام من يجيدون اللغتين الفارسية و العربية بترجمة الكتب الفارسية و من هؤلاء :عبدالله بن المقفع - أبناء خالد - الحسن بن سهل، و نخص بالذكر ابن المقفع حيث ترجم تاريخ الفرس وقيمهم وعاداتهم و سير ملوكهم فضلا عن كتب أدبية منها: كليلة و دمنة - الأدب الكبير - الأدب الصغير - كتاب اليتيمة.لم تكن حضارة الفرس في مجال الأدب فقط فقد امتلكوا تراثا في العلوم الأخرى كالهندسة و الفلك والجغرافيا، لكن تأثير اليونان في العلوم العقلية كان أقوى من تأثير الفرس.
‌ب) التأثير اليوناني:
التأثير اليوناني في الأدب كان محدودا و لا يزيد عن نقل بعض الكلمات مثل: القنطار - الدرهم - القسطاس - الفردوس - بالإضافة إلى بعض الحكم.
كانت الحضارة اليونانية ذات تأثير قوي في العلوم العقلية و هذا نتج عن معتقدات اليونان أنفسهم واهتمامهم بالعقل و ارتفاع شأنه على حساب الأعمال اليدوية أو المجال الأدبي، فنقل العرب عنهم في مجال الفلسفة عن أفلاطون و أرسطو و في مجال الطب عن جالينوس و ابقراط.
‌ج) التأثير الهندي:
حركة الفتوح الإسلامية امتدت إلى الهند في أواخر القرن الأول الهجري، أي في خلافة الوليد بن عبدالملك (86 -96ﻫ) و استؤنفت في منتصف القرن الثاني الهجري في عهد أبي جعفر المنصور (136-158ﻫ) و نشطت مرة أخرى في القرن الخامس الهجري، و ذكر في ذلك بعض المؤرخين: الجاحظ:" اشتهر الهند بالحساب و علم النجوم و أسرار الطب".
عندما عكف المسلمون على ترجمة كتب الفرس إلى العربية نقلوا بين ثناياها أجزاء من ثقافة الهنود و علومهم وأحيانا قام بعض المترجمين بنقل السنسكريتية و هي اللغة الهندية إلى العربية مباشرة و منهم :منكة الهندي - ابن دهن الهندي. و من العلوم التي اخذ فيها المسلمون عن الهنود: الرياضيات و الفلك و الطب.

3) تطور حركة الترجمة و ازدهارها:

حركة الترجمة إلى العربية أخذت تتسع و تزداد قوة في العصر العباسي بفضل:
ü تشجيع الخلفاء العباسيين و رعايتهم لهم و قد فتحوا بغداد أمام العلماء و اجزلوا لهم العطاء و أضفوا عليهم ضروب التشريف و التشجيع بصرف النظر عن مللهم و عقائدهم. في حين أن حركة الترجمة في العصر الأموي كانت محاولات فردية لا يلبث أن تذبل بزوال الأفراد.
ü غدت ركنا من أركان سياسة الدولة فلم يعد جهد فردي سرعان ما يزول بزوال الأفراد سواء حكام أو غير ذلك بل أصبح أمرا من أمور الدولة و ركنا من أركانها.
ü و في حين أن الترجمة في العصر الأموي اقتصرت على الكيمياء و الفلك و الطب، نجد انه في العصر العباسي صارت أوسع نطاقا بحيث شملت الفلسفة و المنطق و العلوم التجريبية و الكتب الأدبية.
من أمثلة اهتمام الخلفاء العباسيين بالعلماء و المترجمين:
الخليفة أبا جعفر المنصور( 136- 158 ﻫ) : و قد عني بترجمة الكتب إلى العربية سواء من اليونانية أو الفارسية، و في تلك المرحلة نقل حنين بن إسحاق بعض كتب ابقراط و جالينوس في الطب و نقل ابن المقفع كتاب "كليلة و دمنة" من الفهلوية.
هارون الرشيد (170 -194 ﻫ): عندما كثر أعداد العلماء في بغداد انشأ لهم دار الحكمة لتكون بمثابة أكاديمية علمية يجتمع في رحابها المعلمون و المتعلمون و حرص على تزويدها بالكتب التي نقلت من آسيا الصغرى و القسطنطينية.
المأمون ( 198-218 ﻫ) : ازداد اهتماما ببيت الحكمة، فوسع من نشاطها و ضاعف العطاء للمترجمين و قام بإرسال البعوث إلى القسطنطينية لاستحضار ما يمكن الحصول عليه من مؤلفات يونانية في شتى ألوان المعرفة، فاخرج المأمون لذلك جماعة منهم الحجاج بن مطر، و ابن البطريق فاخذوا مما اختاروا و قد ذكر ابن النديم انه كان بين المأمون و إمبراطور القسطنطينية مراسلات بهذا الشأن.
v
في العلوم الإسلامية : أبو حنيفة, مالك, الشافعي, حنبل, و من البصريين عيسى بن عمر الثقفي و أبو عمرو بن العلاء والكوفيين أبو جعفر الكراسي و الكسائي و الفراء, محمد بن عمر الواقدي .
v في الأدب : و هم كثيرون :
v في الشعر: ابن العتاهية العراقي صاحب الزهديات, و أبو نواس البصري منشد الخمريات, و أبو تمام السوري صاحب الحماسة, و تلميذه البحتري السوري, و المتنبي الكوفي أمير الشعراء, و شاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري, و غيرهم كثار.
v في النثر : و ظهر المترجمون :ابن المقفع الفارسي الأصل مترجم كليلة و دمنة, و الطبيب جورجيس بن بختيشوع و الحجاج بن يوسف بن مطر, و المبدعون أمثال الجاحظ صاحب البخلاء و بديع الزمان الهمذاني سيد المقامات, و سهل بن هارون و غيرهم .
v في الرياضيات :و نظرا للتطور المبهر لهذا المجال فلابد من عباقرة قادوا هذا الازدهار أمثال أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي و كذا أبناء شاكر.
v في الطب : أبو بكر الرازي جالينوس العرب صاحب أكبر كتاب في الطب ٌ الحاوي ٌ, ابن النفيس, ابن سينا, ابن البيطار, و الصيادلة :أبو القاسم الزهراوي، الطبري, ابن زهر, موسى بن العازر, أبو قريش عيسى الصيدلاني, ابن الوافد, الإدريسي, البغدادي و غيرهم ....
v في الفيزياء و الفلك : ابن الهيثم, الخازني, و الخوارزمي و الكندي البغدادي وغيرهم.

4) الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :

على الرغم من الانحلال السياسي الذي أصاب الدولة العباسية في العصر العباسي الثاني إلا أن الأدب شعرا ونثرا ظل مزدهرا وذلك لوجود عدة عوامل منها:
ü حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية.
ü تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها و الإضافة عليها، ولم يكن العرب مجرد ناقلين.
ü ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وعلوم الحديث.
ü ازدهار العلوم اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام بالنقد الأدبي - ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين، أحدث نوعاً من التجديد في منهج بناء القصيدة العربية، وأكثر من البديع.

‌أ) الشعر في العصر العباسي:

العصر العباسي، عصر الترف والبذخ والتأنق، فقد رقَّت فيه طباع الشعراء و ارتقَت أذواقهم بالمخالَطَة، فظهر ذلك في أشعارهم، فعمدوا إلى وصف الخمر و مجالس الأنس وحدائق القصور .ودَرَّس علماء المسلمين الشعر، فحَصَر الخليل بن أحمد أوزان الشعر في15 بحراً، ثم زاد عليها الأخفش بحراً واحداً وسمّاه الخبَب، فأصبحت 16، و هو ما عُرِف بعلم العروض .
وظهرت الصالونات الأدبية، وكانت المساجلات الشعرية، والمناظرات الدينية و المناقشات الأدبية تَجري في معظم الأحيان في حضرة الخلفاء العباسيين الذين كان بعضهم شعراء، وأغدَقوا الأموال على الشعراء، فتزاحموا على أبوابهم .
نبغ عدد كبير من الشعراء في العصر العباسي، من أشهرهم " أبو نواس " و هو ممن أذاع القول في الخمر والغزل والصيد، و" أبو العتاهية " الذي برَع في فنون الشعر واشتهر بالغزل الرقيق والحكمة والموعظة .وأيضاَ " أبو تمام "، الذي اشتهر بنزعته العقلية والفلسفية في الشعر و تلميذه " البحتري "، الذي ضُرب فيه المثل، ويُقال أن كلامه يجمع الجزالة والحلاوة والفصاحة والسلاسة، ويُقالُ أيضاً ان شعره كتابة معقودَة بالقوافي .
ولا يفوتنا أن نذكر " ابن الرومي " الذي يقول عنه ابن خلِّكان، أنه يغوص بحثاً عن المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها، ويُبرزها في أحسن صورة .
ولما استلم زمام الأمر العنصر العَجَمي في الدولة العباسية، ضعف أمر الشعر، حتى إذا قامَت دولة بني حمدان وهم عربٌ، عاد الشعر إلى مكانته و رونقه، ورعاه سيف الدولة الحمداني، وقد كان شاعراً وأديباً، وكان يرى أن إعطاء الشعراء من فروض الامراء .
واشتهر في عصره عدد كبير من الشعراء كأبي فراس الحمداني، و أبي الطيب المتنبي الذي كان نادرة الفلك وواسطة عقَد الدهر في صناعة الشعر، ثم هو شاعر سيف الدولة الذي رفع من قدره وألقى عليه شعاع سعادته حتى سار ذكره مسير الشمس و القمر، وسافر كلامه في البدو والحضر، فهو الذي قال 
وما الدهر إلا من رواة قصائدي     إذا قلتُ شعراً أصبح الدهرُ مُنشِدا
فسارَ به مَن لا يسيرُ مُشَمِّرا      وغنّى به مَن لا يُغَنّي مُغَرّدا

‌ب) النثر العباسي :

خطا النثر العباسي خطوات كبيرة، فواكب نهضة العصر وأصبح قادراً على استيعاب المظاهر العلمية والفلسفية والفنية كما أن الموضوعات النثرية تنوعت فشملت مختلف مناحي الحياة .. فالكتابة الفنية توزعت على ديوان الرسائل والتوقيعات وغيرها.. وكان المسؤولون يختارون خيرة الكتاب لغة وبلاغة وعلماً لتسلم الدواوين، ولاسيما ديوان الرسائل الذي كان يقتضي أكثر من غيره اتقان البلاغة والتفنن، و مستوى رفيع من الثقافة فضلاً عن ذلك النثر الفني القصص و المقامات و النقد الأدبي، و النوادر، و الأمثال و الحكم، و التدوين، والرحلات، و التاريخ، و العلوم. وظهرت الرسائل الأدبية التي تضمنت الحكم و جوامع الكلم و الأمثال والفكاهات و كانت موضوعات الرسائل تتراوح بين الأخبار و الأخوانيات، والاعتذار وغير ذلك وراجت الرسائل الطويلة في العصر العباسي فتناولت السياسة والأخلاق و الاجتماع، كرسالة الصاحبة لابن المقفع، ورسالة القيان ورسالة التربيع و الدوير للجاحظ، ورسالة الغفران لأبي العلاء المعري. وعظم شأن القصص في العصر العباسي، فاتسع نطاقه وأصبح مادة أدبية غزيرة، وتنوعت المؤلفات القصصية فأقبل الناس على مطالعتها وتناقلها ومنها ما اهتم بالحقل الديني ككتاب قصص الأنبياء المسنى بالعرائس للثعلبي، وقصص الأنبياء للكسائي، وقصة يوسف الصديق، وقصة أهل الكهف، وقصة الإسراء والمعراج ومنها القصص الاجتماعية والغرامية والبطولية ككتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وقصص العذريين، وسيرة عنتر، وحمزة البلوان، و سواها ومنها القصص التاريخية التي تناولت سير الخلفاء والملوك والأمراء كما عرف العصر العباسي القصص الدخيلة المنقولة، نذكر منها كليلة ودمنة، و كتاب مزدك، وكتاب السندباد، وبعضاً من ألف ليلة وليلة، وأكثره خيالي خرافي يدور بعضه على ألسنة الحيوان.

وإلى جانب القصة ازدهر أدب الأقصوصة، وكتاب البخلاء للجاحظ خير مثال على هذا النوع من الأدب وقد امتاز الأدب القصصي العباسي بدقة الوصف والتصوير وبراعة الحوار، والقدرة على استنباط الحقائق وتصوير مرافق الحياة، وتسقط العجائب والغرائب، والكشف عن العقليات والعادات والتقاليد. وفي العصر العباسي ظهر فن المقامة، وضعه بديع الزمان الهمذاني، ولقي كثيراً من الرواج في العصر العباسي وما بعده .. وهو سرد قصصي يتناول الأخلاق والعادات والأدب واللغة، ويمتاز أسلوبه بالسجع و إغراقه في الصناعة وكثرة الزخارف والمحسنات المتنوعة.. وفضلاً عما ذكرنا اهتم النثر العباسي بتدوين العلوم على أنواعها وهذه العلوم كانت إما عربية إسلامية كعلوم الشريعة والفقه و التفسير والحديث والقراءات والكلام والنحو والصرف والبيان وغير ذلك، وإما أجنبية التأثير كالمنطق والفلسفة والرياضيات والطب والكيمياء والفلك وعلم النبات والحيوان وغير ذلك. بهذا حاولنا أن نلقي نظرة على الأدب العباسي، شعره ونثره، وأن توضح أهم ما تناوله من موضوعات وما امتاز به من خصائص عامة.

تابع كل ما يخص اللغة العربية وآدابها للسنة الاولى ثانوي من هنا :


لا تتردد في ترك تعليق تعبر به عن استفساراتك و ملاحظاتك .




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-