الاضراب لمواضيع الثقافة العامة

الاضراب لمواضيع الثقافة العامة 

ماهية الإضراب :
الإضراب هو "الموقف الذي يتخذه العمال بغية التوقف الجماعي عن العمل لمدة محدودة بهدف الضغط على الهيئة المستخدمة لتلبية المطالب المطروحة من طرف المضربين وهو أحد أشكال الاحتجاج السلمي وغالباً يكون الخيار الأخير لحصولهم على مطالبهم
للإضراب صور وأساليب عدة تختلف باختلاف التوقيت والنطاق، فهناك الإضراب الإنذاري المحدد بمدته التي قد تكون (ساعات أو أيام؛ أكثر من ذلك أو أقل)، داخل المؤسسة أو خارجها، ويمكن أن يتحول إلى إضراب مستمر أو مفتوح إن لم يتم التوصل إلى اتفاق، وفيه يأتي العمال إلى أماكن عملهم، لكنهم لا يمارسون أعمالهم الاعتيادية، ويتم خوض الإضراب لمدة غير محددة ويكون مستمر أو مفتوح حتى تحقيق المطالب.وعند تصنيف صور الإضراب بالاستناد إلى نطاقه، فيكون وفق مستويين، يكون الأول منهما ضمن نطاق محدد بالمؤسسة التي يضرب منتسبوها، ويكون النوع الثاني منهما شاملا واسعا بنطاقه لجميع المستخدمين برعاية النقابات العمالية ومساندتها أو حتى بمساندة الرأي العام. ومن هذا النوع ينبثق نوع مقارب من الإضراب اصطلح عليه بـ(إضراب التعاطف) الذي يشترك جل عمال أو موظفي مدينة أو بلدة ما بالتعاطف مع نظرائهم في شركة أخرى كنوع من المؤازرة وتماثل القضية والمصلحة والهدف. وكان هذا النوع من الإضراب سائدا بشكل واسع في الولايات المتحدة، ولا تفوتنا في هذا المقام الإشارة إلى إضراب السجناء والمعتقلين السياسيين حينما يمتنعون عن تناول الطعام احتجاجا على وضع سيء أو سعيا لتحقيق بعض المطالب التي قد ترقى إلى الأهداف السياسية.
ومثله كمثل أي نشاط احتجاجي، يتمخض عن الإضراب جملة من الآثار والنتائج السلبية تتمثل بشل الخدمة العامة والإضرار تباعا بمصالح المواطنين والخسائر المادية لهم وللدولة من جهة، ومن جهة أخرى يسعى الإضراب إلى تحريك الرأي العام فالنتيجة تكون إجبار الدولة على تلقي ضغوط الرأي العام والتي يعتبرها المسؤولة عن تشغيل الإدارات ذات المنفعة العامة، ومن ناحية أخرى في جانب القطاع الخاص يكون الإضراب كعامل ضغط على أرباب العمل لتحقيق مطالب العمال لسير عجلة العمل في المصانع المعامل وتؤثر سلبا على الإنتاج وبالتالي خسارة مالية في كل دقيقة إضراب تمر على أرباب العمل مما يضر بمصالحهم في كل الأحوال ومن جانب العمال يحافظ الإضراب على مصالحهم المشروعة ومطالبهم التي غالبا ما تكون بسيطة وما لجئوا إليه إلا في نهاية مطاف فشل المفاوضات.
وباستنطاق الموقف التشريعي من الإضراب، يتبين لنا انه حق أصيل ومكفول في التشريعات الوطنية و المواثيق الدولية؛ إذ أقرته التشريعات الوطنية في العديد من دول العالم تتقدمها بريطانيا.
صفوة القول، يعبر الإضراب بوصفه نشاط إنساني وبصورة سلمية وحضارية عن لسان حال المقهورين من الطبقة الكادحة عند المطالبة بحقوقها المشروعة بعد أن تكون قد استنفذت سائر الخيارات السلمية الأخرى لاسترجاع تلك الحقوق.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-