تعريف الهجرة

تعريف الهجرة


الهجرة

يغادرُ العديدُ من النّاس سنويّاً من بلادهم والأراضي التي يعيشون عليها إلى بلادٍ أُخرى، وعادةً ما تختلفُ بالثّقافةِ والعادات والتّقاليدالاجتماعيّة عن بلادهم، فبُجبرون على التّأقلمِ حتى يتمكنوا من العيش في المجتمع الجديد الذي وصلوا له، وخصوصاً في حال كانت إقامتهم فيه دائمة بعد مُشاركتهم في رحلةٍ طويلةٍ للسّفر من دولتهم إلى الدّولة الجديدة التي سيعيشون على أرضها، ويطلقُ على هذه الرّحلة التي تُؤدّي إلى استقرارِ الأفراد في دولةٍ ما بشكلٍ دائم مُسمّى الهجرة.

تعريف الهجرة

الهجرة لُغةً لفظٌ مشتقٌ من الكلمة الثُلاثيّة (هَجَرَ)، ومعناها الرّحيلُ عن المكان، أو التَخليّ عن شيءٍ ما، وأيضاً تُعرفُ الهجرة بأنّها انتقالُ الأفراد من مكانٍ إلى الآخر بغرضِ الاستقرار في المكان الجديد.[١] أمّا اصطلاحاً تُعرفُ الهجرة بأنّها الانتقالُ مِنَ البلد الأمّ للاستقرار في بلدٍ آخر، وهي حركة أفراد التي يتمّ فيها الانتقالُ بشكلٍ فرديّ أو جماعيّ من موطنهم الأصليّ إلى وطن جديد، وعادةً ما توجدُ ظروفٌ عديدةٌ تُؤدّي إلى الهجرة، مثل انتشار الحروب الأهليّة أو الخارجيّة في الدّول، أو سوء الأوضاع الاقتصاديّةوالتي تُعتبرُ من المُحفّزات للهجرةِ. وتحرصُ دول المَهجر على تطبيقِ مجموعةٍ من الآليات القانونيّة والتشريعيّة، والتي تَضمن حماية واحترام كامل حقوق المُهاجرين. ووفقاً للتّعداد العامّ للهجرة عام 2013م وصلَ عدد المُهاجرين من دولهم الأصليّة إلى 247 مليون نسمة.[٢]

أسباب الهجرة

توجدُ مجموعةٌ من الأسباب التي تُؤدّي إلى الهجرة، وهي:[٣]
  • البحثُ عن عملٍ أفضل من العمل السّابق، وهو غالباً الهدفُ والسّبب الرئيسيّ للهجرة من الدّول الأمّ إلى دولٍ أُخرى.
  • الهروب من حالات الحرب في الدّول التي تعانيّ من الحروب بشكلٍ دائم.
  • اللّجوء السياسيّ أو الإنسانيّ عند المُعاناة من اضطهادٍ فكريّ أو دينيّ أو اجتماعيّ.
  • الهروب من الكوارث الطبيعيّة، مثل الأمراض، والمجاعات،والزّلازل، والبراكين.

نتائج الهجرة

تترتّبُ على الهجرة مجموعةٌ من النّتائج، وهي:[٤]

النّتائج السياسيّة

هي مجموعةٌ من النّتائج التي تُؤثّر على الدّول المُستقبِلة للمُهاجرين بشكلٍ مُباشر؛ إذ تساهمُ في التّغيير من الواقع السياسيّ العام، وتفرضُ ضمّ المهاجرين إلى المجتمع عن طريق منحهم العديد من الامتيازات الخاصّة بالمواطنين العاديين ممّا يُؤدّي إلى التّأثيرِ على الفكر السياسيّ السّائد في الدّول، وجعلها أكثر قدرةً على تقبُّلِ دمج المُهاجرين ضِمن سُكّانها.

النّتائج الاقتصاديّة

هي من أكثر النّتائج تأثيراً على الدّول التي تستضيفُ المُهاجرين؛ إذ يتأثّرُ الاقتصادُ بشكلٍ ملحوظٍ مع زيادةِ أعداد المُهاجرين، والتي تظهرُ نتائجها على ارتفاع نسبة الطّلب على الموادّ الأساسيّة، والذي يُؤدّي في النّهاية إلى زيادةِ حاجة الدّول إلى توفير دعمٍ اقتصاديّ، عن طريق الاعتمادِ على المُساعدات الخارجيّة من الدّول الأُخرى، والتي تُساهمُ في دعمِ اقتصاد الدّول المُستضَيفة للمُهاجرين، من أجل تحمُّل نفقات استقبالهم، وخصوصاً إذا كان السُكّان من ذوي الدّخل المحدود في تلك الدّول فسوف يتأثّرون تأثيراً سلبيّاً بالتغيُّرات الاقتصاديّة التي ترافقُ الهجرة.

أنواع الهجرة

تقسمُ الهجرةُ إلى مجموعةٍ من الأنواع، ومنها:[٥]
  • الهجرة الداخليّة: هي هجرةُ السُكّان مِن منطقةٍ إلى أُخرى في نفس وطنهم؛ أي في داخلِ حدود الدّولة، ومن الأمثلة عليها الهجرة مِنَ الرّيف إلى المدينة.
  • الهجرة الخارجيّة: هي هجرةُ الأفراد مِنْ وطنهم؛ أي خارج حدود الدّولة إلى دولةٍ أُخرى قريبة أو بعيدة عن دولتهم الأصليّة.
  • الهجرة السريّة: هي من أخطرِ أنواع الهجرة؛ إذ تعتمدُ على الهروب السريّ من دولةٍ إلى أُخرى دون استخدام وثائقٍ ثبوتيّة، أو أيّ أوراقٍ رسميّة، وغالباً ينتجُ عن هذا النّوع من الهجرة العديدُ من النّتائج السلبيّة على المُهاجرين، مثل: القبض عليهم، أو تعريض حياتهم للخطر، والذي قد يُؤدّي بهم في النّهايةِ إلى الموت.

الخلاصة

يسعى الأفراد عموماً في البحث عن حياةٍ أفضل، لذلك يختارُ مُعظمهم الهجرة إلى دولٍ وأماكنٍ جديدة تُساعدهم على تحسين مُستوى حياتهم المعيشيّ، أو للهروب من الاضطرابات السياسيّة والحروب، ولكن قد تُشكّلُ الهجرة مجموعةً من الآثار على المهاجرين والدّول التي يتوجّهون لها، فتُوثّرُ الهجرةُ على بعضِ الأفراد من خلال صعوبة تأقلُمِهم مع طبيعةِ الحياة في البلد الجديد، وخصوصاً مع ظهور الاختلافات الثقافيّة والاجتماعيّة، وأيضاً لا يجد الكثير من المهاجرين سوى الأعمال الصّعبة للعمل بها، والتي تستغرقُ ساعات عملٍ طويلة، وأجورٍ مُنخفضة، وظروف عمل صعبة.
تؤثرُ الهجرة على الدّول ذات الكثافة السُكّانية المُرتفعة، ممّا يُؤدّي إلى زيادةِ مُعدّلات البطالة والفقر، وظهورُ العديد من النّتائج السياسيّة والاقتصاديّة التي تُؤثّرُ سلباً على مُعدّلاتِ الدّخل العام في الدّولة، لكن يُعتبرُ هذا التّأثير مُتبايناً ويعتمدُ على قياس الأوضاع الاقتصاديّة والسياسيّة بين البلدان؛ فالدّول التي تتميّزُ باستقرارٍ اقتصاديّ وسياسيّ هي الأفضلُ لاستقبال المُهاجرين.

تُقسمُ الهجرةُ إلى مجموعةٍ من الأنواع، ولكلّ نوعٍ منها تأثيرٌ مختلفٌ على المُهاجرين؛ إذ تعتبرُ الهجرة الداخليّة من أقلِّ أنواع الهجرة تأثيراً مُقارنةً بالهجرةِ الخارجيّة التي تحتاجُ إلى نفقات ماليّة مُرتفعة، وفي حال عدم التمكّن من تأمين المبلغ الماليّ المُناسب للهجرة يتمُّ اللّجوء إلى الهجرة السريّة التي تكونُ غالباً بطُرقٍ غير شرعيّة، وتعود بالكثير من النّتائج السلبيّة على المهاجرين.

تعريف الهجرة

تُعرّف الهجرة على أنّها الحَركة الانتقاليّة الجغرافيّة للسُكّان من منطقة ما إلى أُخرى، بغضّ النظر عن طَبيعة العوامل المؤدية لذلك، أو طبيعة المسافة المقطوعة، وتَتضمّن جميع الحركات الانتقاليّة للسكان عدا الحركات الانتقاليّة ذات الطبيعة اليومية أو الموسمية التي لا تهدف إلى تغيير مكان الإقامة مثل:[١]
  • انتقال الناس الذين لا يَملكون مكان سكنٍ ثابت كالبدو من مكانٍ إلى آخر.
  • انتقال الرعاة الريفيين من مكانٍ لآخر؛ بسبب أعمالهم المُعتمدة على مواسم وفترات مُعيّنة مثل: فترات الحصاد، وجني المَحاصيل.

أسباب الهجرة

للهجرة بأنواعها عدة أسباب، وهي كالآتي:[٢]
  • الأسباب الاقتصادية: تُعتبر من أهمّ الدّوافع المُسبّبة للهِجرتين الداخليّة والخارجيّة وأكثرها تأثيراً في الأفراد، وتتمثّل في تدنّي المستوى الاقتصادي للأفراد، الأمر الذي يَحدّ من طموحهم في عيش حياةٍ مُرفهةٍ مع كلٍّ من العائلةوالأصدقاء؛ لذا يَسعون للهِجرة إلى إقليمٍ أو دولةٍ تُقدّم لهم عرضاً وظيفيّاً بأجرٍ يضمن لهم حياةً أفضل ممّا كانوا عليها.
  • الأسباب الاجتماعية: تضمّ الأسباب الاجتماعية عدّة عوامل مُرتبطة ارتباطاً كبيراً بالعوامل الاقتصاديّة ألا وهي: الدّين، والقوميّة، والمعرفة، واللغة، وصلة القرابة التي تدفع العديد من السكّان للهجرة إلى الدول والمَناطق التي يتواجد فيها مهاجرون سابقون تجمَعهم علاقة اجتماعيّة سابقة.
  • الأسباب الدينية: تقوم هذه الأسباب بدفع العَديد من السكّان أصحاب الأقليّات الدينية للهجرة إلى دولٍ أُخرى تضمن لهم حريّة المعتقد والدين والرأي؛ لما يواجهوه من اضطهادٍ وتعصبٍ دينيّ من قِبل الأكثريّة في دولهم.
  • الأسباب الجغرافية: تؤدّي بعض العَوامل الجغرافيّة مثل المساحات الواسعة لبعض الدول إلى زِيادة فُرصة الهجرةإليها؛ لأنّ المساحات الواسعة تشغل دوائر عرضٍ عديدة، الأمر الذي يُوفّر لها تنوّعاً في البيئات الجغرافيّة التي تخلق بدورها تبايُناً في نوع المناخ، والثروات المعدنيّة، والمَحاصيل الزراعيّة، وذلك يؤدّي إلى تنوّع في النشاط الاقتصادي فيها، وتُوفر فرص عملٍ متنوّعةٍ تجذب المُهاجرين إليها.
  • الأسباب السياسية: يلجأ بعض السكّان للهجرة إلى دولٍ أُخرى بحثاً عن حريّة التعبير عن الرأي والمُعتقد، وهُروباً من الاضطِهاد السياسيّ المُمارس تِجاههم في وَطنهم الأم.
  • أسباب حكومية: تتحكّم بعضُ الحكومات في مكان هِجرة السكّان عن طريق توجيههم إلى أقاليم مُعيّنة وفق خططٍ ودراساتٍ تقوم على وضع برامج اقتصاديّة تطويريّة في هذه الأقاليم.

أنواع الهجرة

توجد للهجرة ثلاثة أنواع، وهي كالآتي:[١]

الهجرة الداخلية

تُعرف الهجرة الداخلية على أنّها الانتقال الجغرافي للسكّان بين المُحافظات التابعة للدولة، وتتضمّن أيضاً الهِجرة الريفيّة، ويُقصد بها انتقال السكّان من الريف إلى المدينة. يَشهد العَالم هجراتٍ داخليةٍ على مستوى أكبر من الهجرات الخارجية وذلك للأسباب الآتية:[١]
  • التكلفة المنخفضة للهجرة الداخلية مُقارنةً بالخارجية، ويعود ذلك لقصر المسافة المَقطوعة نسبيّاً من مكان إلى آخر في نفس الدولة، ولَكننّا لا نَستطيع تَحديد نوع الهجرة اعتِماداً على المَسافة المقطوعة أثناء الانتقال؛ فيُمكن أن تكونَالهِجرة خارجيّةً بمسافةٍ مَقطوعةٍ تبلغ عشرات الكيلومترات، بينما تبلغ المَسافة المَقطوعة بين بعض الأقاليم في بعض الدول آلاف الكيلومترات.
  • انعدام مَشاكل الدّخول والخروج من الدول مُقارنةً بما يُواجهه المهاجرون دولياً.
  • انعدام مَشاكل اللغة الّتي يَتعرّض لها المُهاجرون دوليّاً عند انتقالهم إلى دولةٍ تَختلف في لغتها عن لغتهم الأم.
  • توافر الاستعداد النفسيّ للهِجرات الداخليّة بشكلٍ أكبر من الهجرات الخارجية.
توجد للهجرة الداخلية أنواع عدة، أبرزها:[١]
  • الهجرة من محافظة إلى محافظة أُخرى (من إقليم إلى آخر) أو من ولايةٍ إلى أُخرى داخل حدود الدولة الواحدة: يتميّز هذا النوع من الهجرات الداخلية بقصر المَسافة المَقطوعة بداعي الهجرة.
  • الهجرة من الريف إلى المُدن الحضريّة: بدأت هذه الظّاهرة في الانتِشار على مَجالٍ واسعٍ في أغلب دول العالم في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيثُ كان انتقال السكّان من الريف إلى المدينة آنذاك كبيراً بشكلٍ لم يسبق له أن يُكرّر في أيّ مَرحلةٍ تاريخيّةٍ سابقة.

الهجرة الخارجية

يُقصَد بها الانتقال الجغرافي للسكّان دوليّاً، أي من دولةٍ إلى أُخرى من خلال الحُدود السياسيّة لها؛ بهدف الاستقرار الدائم أو العمل وبناء الثروات وغيرها من الأهداف، بغضّ النظر عن المسافة المقطوعة سواءً كانت بضعة كيلومترات أو آلاف الكيلومترات؛ إذ لا تُصنّف الهجرة دوليّةً أم لا اعتماداً على طول المسافة المقطوعة.[١]

الهجرة المؤقتة

تعني الهجرة المؤقّتة انتقال السكّان من مكانٍ إلى آخر لفترةٍ مُعيّنة من الزمن، ثمّ رجوعهم إلى موطنهم الأصليّ، ويندرج تحت هذا النوع من الهجرات هجرة الأيدي العاملة والانتقال الموسميّ لبعض السكّان. يُمكن ضمّ هذا النوع من الهجرات إلى أحد النوعين السابقين، فتتضمّن الهجرة الداخليّة انتقال الأيدي العاملة بين المحافظات، كما يُمكن أن تتضمّن الهجرة الخارجية انتقالهم دوليّاً. [١]

هجرة العقول

هي انتقال الطلاب وأصحاب المواهب والأطباء والمهندسين للدراسة في بلادٍ غير بلادهم تُوفّر لهم بيئةً مناسبةً للتميّز والإبداع؛ حيث يذهب بعض الطُلّاب ليُتمّوا دراستهم في دُولٍ أُخرى بهدف العودة إلى أوطانهم وإفادتها بعلومهم التي اكتسبوها، ولكنّ العديد منهم لا يرجعون لما يَجدونه من إمكانيّاتٍ وفرصٍ أفضل في الدول المُهاجَر إليها.[٣]

آثار الهجرة

للهجرة آثار كبيرة على كلٍّ من الفرد والمجتمع تتنوع بين إيجابيّة وسلبيّة، ومنها:[٢]
  • التأثير الإيجابي: يتجلّى التأثير الإيجابي للهِجرة في تَحسين مُستوى الدّخل المعيشيّ للأفراد، وتكوين نهضةٍ فكريةٍ تنقل مُجتَمعاتهم الأم وتحوّلها إلى مكانٍ أفضل علميّاً ومعيشياً؛ حيث تنخفض نسبة الفقر والبطالة، وتزيد نسبة النقد الأجنبيّ فيها بسبب هجرة الأيدي العاملة منها.
  • التأثير السلبي: يظهر الأثر السلبيّ على شكل هجرة العقول النيّرة خارج مواطنهم، وتَعرّض بعض المهاجرين إلى بعض أشكال التعصّب الفكريّ المُتطرّف في بلاد المهجر، خاصةً إذا كانوا من المُهاجرين غير الشرعيين، كما قد يضطرّون إلى العمل في وظائف شاقّة ولساعات عملٍ طويلة.

تعريف الهجرة السرية

تُعرف الهجرة السرّية بأنها انتقال شخص أو مجموعة من الناس من مكان لآخر باستخدام طُرق تخالف القوانين الخاصة بالهجرة المحلية والدولية، ويُعرف هذا النوع من الهجرة باسم الهجرة غير القانونية، أو الهجرة غير الشرعية.[٢] وتُعرّف الهجرة السرية لدى الدولة المهاجَر منها بأنها خروج أحد المواطنين من دولته بشكل غير مشروع، سواء كان الخروج من المنافذ غير المشروعة، أو من المنافذ المخصصة للخروج ولكن باستخدام طرق غير مشروعة تتمثّل في الخروج بالتخفّي أو استعمال وثيقة سفر مزورة.[٣]

وتُعرّف الهجرة السريّة قانونياً بأنها ظاهرة معروفة لدى الحدود الدولية، يُقصد بها اجتياز حدود البلاد دون الحصول على موافقة السُلُطات سواء كانت سُلُطات الدولة المستقبلة أو الدولة الأصل، لأن الشخص الأجنبي لا يستطيع الدخول لأي بلد إلا باتباع قوانين البلد القادم منها، وقوانين البلد الذاهب إليها، ويكون ذلك عن طريق القيام بالإجراءات القانونية الخاصة بالهجرة حتى تكون الهجرة شرعيّة، ودون تحقق ذلك فإن الهجرة سوف تكون سريّة وغير شرعية، لأنها بعيدة عن المراقبة الجُمرُكيّة أو الأمنيّة، وسواء كانت عن طريق البحر، أو البرّ، أو الجو.[٤]

دوافع الهجرة السريّة

تعود أسباب الهجرة السريّة للعديد من الأسباب، وهي كما يأتي:[٣]

الدافع الاقتصادي

يُعتبر الدافع الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى خوض مغامرة الهجرة السرية، دون النظر إلى مخاطرها أو للمخالفات القانونية التي يرتكبونها، ويتلخّص هذا الدافع في انخفاض الأجور، والبطالة، وتدني المستوى المعيشي لأولئك الأشخاص في وطنهم الأّم، مما يجعلهم ينظرون إلى بلاد المهجر وكأنها الجنّة الموعودة التي ستعدهم بالأجور المُجزية، والتقدير الكبير الذي يتلقاه الأشخاص الموهوبون في تلك البلاد، حيث تعتبر هذه الأمور من العوامل التي تجذب الكفاءات إلى بلاد المهجر.[٣]
وقد لوحظ بأن الدول الفقيرة هي الدول الطاردة والتي تتمثل في دول كل من قارة آسيا، والقارة الأفريقية، ودول أمريكا اللاتينية، والدول الجاذبة للهجرة هي الدول المتقدمة التي تتمثّل في دول الغرب الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية.[٣]

الدافع الاجتماعي

يرتبط الدافع الاجتماعي بشكل طردي مع الدافع الاقتصادي، حيث إن تدني مستوى المعيشة والبطالة من العوامل الاقتصادية التي تنعكس بشكل سلبي على الحالة الاجتماعية والنفسية للأفراد، حيث يتطلّع الأفراد إلى الهجرة من أجل الوجاهة الاجتماعية التي يفتقدونها في بلادهم، وذلك بسبب الفقر والبطالة، لذا يقبلون مخاطر الهجرة السريّة، ويندفعون نحوها من أجل تحقيق أحلامهم.[٣]
وقد أصبحت الهجرة من العمليات الضرورية وإن كانت مؤقتة، وذلك من أجل جمع أكبر كمّ من المدخرات من أجل إقامة مشروع صغير، والحصول على مسكن لائق، والزواج، ولهذا فإن الدافع الاجتماعي هو أحد الدوافع التي تُسبب انتشار ظاهرة الهجرة وإن كانت سريّة.[٣]

الدافع السياسي

يتمثّل هذا الدافع بوجود نظام حكم جائر أو وجود الصراعات السياسية، مما يتسبّب في هروب المواطنين إلى الدول الأخرى وخصوصاً الدول المجاورة، التي تتميّز بالسلام والهدوء، وتأتيالحروب الأهلية والدولية في مُقدّمة الدوافع السياسية التي تتسبب في الهجرة من بلد إلى آخر يتميز بالاستقرار والأمان، فإن لم تُفتح الحدود للأشخاص المنكوبين بشكل شرعي، فلا خيار أمامهم سوى اللجوء إلى الهجرة السريّة.[٣]

آثار الهجرة السريّة

ساهمت الهجرة السريّة في ظهور عدد من الجرائم، وانتشار بعض من الأمراض والأوبئة المختلفة، وللهجرة السريّة عدة آثار في العديد من جوانب الحياة التي تتمثّل فيما يأتي:[٥]
  • الآثار الاقتصادية والتنموية: تتمثل الآثار الاقتصادية والاجتماعية، فيما يأتي:
    • تزايد عدد الجرائم الخاصة بغسيل الأموال.
    • انتشار عدد من المشاريع الوهميّة.
    • تزايد نسب البطالة.
    • زيادة الضغط على الخدمات والمرافق العامة.
    • انتشار العمالة غير الضرورية ذات القُدرة الإنتاجية المُنخفِضة.
    • ظهور عدم توازن بين العرض والطلب في سوق العمل، وذلك بسبب زيادة عدد العمالة المُتسلّلة للبلاد.
  • الآثار الصحيّة: من الممكن أن تتسبّب الهجرة السريّة في انتشار الأمراض والأوبئة التي تتمثّل في مرض التهاب الكبد الوبائي، والإيدز، والسارس، وقد لا تتوفر لدى المهاجرين بشكل سرّي القُدرة على دفع النفقات الخاصة بالعلاج.
  • الآثار الاجتماعية: من الممكن أن تُسبّب الهجرة السريّة عدداً من الآثار الاجتماعية على بلاد المهجر، وهي كما يأتي:
    • ظهور ما يُعرف باسم الأحياء العشوائية.
    • تدهور الصحّة البيئية.
    • ظهور عادات غريبة وقيم جديدة في المجتمع، مثل البطالة، والتسول.
    • تراجع المبادئ والقيم لأبناء البلاد.
  • الآثار الأمنية: يشكل هذا الأثر هاجس الأمن الأخطر، وذلك بسبب زيادة حدّة معدلات الجرائم وتنوعها، فمن الممكن أن تساعد الهجرة السريّة على دخول بعض الذخائر والأسلحة، مما يزعزع أمن الدولة، كما من الممكن أن يسبّب هذا النوع من الهجرة ظهور أفكار مُتطرفة، أو أفعال جرمية في حال لم يتمكن المُهاجر من الحصول على المال.
اطلع على جميع مواضيع الثقافة العامة لمسابقات التوظيف من هنا :



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-