مقومات التخطيط التربوي اهدافه

مقومات التخطيط التربوي

التخطيط التربوي

يُعَدّ التخطيط التربوي نشاطاً إداريّاً يتمّ من خلاله تحديد الأهداف، والأنشطة التي يجب أداؤها؛ لتحقيق هذه الأهداف، وذلك ضمن الإمكانيّات المُتاحة، والوقت المُحدَّد، ويُعرَّف التخطيط التربويّ على أنّه: عمليّة مُنظَّمة يتمّ من خلالها تحقيق أهداف مُعيَّنة من خلال اختيار أفضل الحلول، والتخطيط التربوي: عمليّة توجيه لمسار التعليم في المستقبل، من خلال البحث، والدراسة، واتِّخاذ القراراتالعقلانيّة؛ وذلك بهدف تمكين التعليم من الوصول إلى الأهداف الواجب تحقيقها في الوقت المطلوب، وباستخدام الوسائل الناجحة، والأكثر فاعليّة، حيث يُنظر إلى التخطيط على أنّه: الاستثمار، والاستخدام الأمثل للوقت، كما أنّ التخطيط التربوي يهتمّ بوَضع التقديرات الماليّة اللازمة؛ إذ إنّ التخطيط الناجح يُحقِّق استخداماً أفضل للموارد الماليّة، وبوسائل تتَّسِم بالكفاءة؛ لتحقيق الأهداف.

مُقوِّمات نجاح التخطيط التربويّ

أُجرِيت العديد من التجارب على موضوع التخطيط، وتبيَّن أنّ هنالك العديد من الأمور الواجب توفُّرها؛ لضمان نجاح التخطيط التربويّ في جانب الإعداد، والتصميم، والتنفيذ، والمُتابعة، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف مُتطلَّبات التخطيط حسب المراحل، وما يتضمّنه من عمليّات، وحجم هذه العمليّات، ومستواها، والمجال الزمانيّ، والمكانيّ لها، ويمكن تلخيص بعض مُقوِّمات نجاح التخطيط التربويّ بالآتي:
  • تجهيز خُطّة كاملة مُتجانِسة بناءً على كُلٍّ من المعايير الموضوعيّة، والمواصفات الواقعيّة، حيث تتمّ المساهمة فيها بشكل إيجابيّ من قِبَل الجهتَين: الرسميّة، والشعبيّة، ممّا يعني تنوُّع، وتضافر الجهود فيها؛ لإنتاج خُطّة واقعيّة قابلة للتنفيذ، وتحقيق الأهداف المطلوبة.
  • متابعة تنفيذ الخُطّة بشكل دوريّ، وتقييم ما تمّ إنجازه، وتحقيقه منها، وذلك بناءً على الفترة الزمنيّة المُحدَّدة في الخُطّة، والمسؤوليّات المُنوطة بوحدات التنفيذ، ومحاولة إزالة، وتجنُّب العوائق التي تعترضُ عمليّة التنفيذ.
  • توفُّر الأفراد المُؤهَّلين في مختلف المجالات، والذين يَعون أهمّية التخطيط، ولديهم معرفة بحيثيّات كُلِّ قطاع، وأعماله، ومَهامّه.
  • إيجاد هيئة مركزيّة نوعيّة صاحبة خبرات مُتميِّزة، حيث تهتمّ بالتخطيط، ومتابعة تنفيذ الخُطَط؛ إذ تأخذ هذه الهيئة البيانات الراجعة من عمليّة التنفيذ بشكل دقيق، ومُفصَّل، وتجري دراسات، وأبحاث مُتعمِّقة تجمع فيها البيانات، وتُرتِّبها، وتُصنِّفها، وتشارك هذه النتائج بين أجهزة التخطيط، وجهات التنظيم، فيتمّ الاستناد إليها؛ لاعتماد استمراريّة الخطّة، وزيادة فعاليّتها.
  • الاتِّصاف بالواقعيّة، حيث يتمّ التخطيط بالنظر إلى الواقع، ومعرفة إمكانيّاته، ومن ثمّ التخطيط للوضع الجديد بحيث تتناسب الخطّة مع الإمكانيّات المُتاحة، فلا تكون في حدود المستحيل، والأمنيات.
  • الاتِّصاف بالشموليّة، حيث إنّ عمليّة التخطيط التربويّ عمليّة تشمل مختلف الأنشطة، ويُعرَّف الشمول على أنّه: مقدرة الخطّة على التوجيه، والتحكُّم في الموارد المُتاحة؛ بهدف الوصول الى النموّ المُتوازن، من خلال عمليّة التنسيق، والتكامُل بين كلٍّ من السياسات، والقرارات التخطيطيّة.
  • الاتّصاف بالمرونة، حيث قد تتغيّر الظروف المُحيطة، ممّا يعني أنّه لا بُدّ للخطّة من أن تكون قادرة على التكيُّف مع هذه التغيُّرات، وأن تكون قابلة للتعديل، والحذف، والتغيير؛ وذلك لمواجهة هذه الظروف.
  • الاتِّصاف بالاستمراريّة، ويقصَد بالاستمراريّة: أن تتكامل، وتتسلسل عمليّات التخطيط التربوي، ولا تنقطع، حيث لا بُدّ من أن يبقى القائمون على وظيفة التخطيط ضمن عمليّة اتِّصال، وتفاعُل مُستمِرّ في مراحل التخطيط، ومستوياته جميعها. 
  • الاتِّصاف بالالتزام، حيث تلتزم بتنفيذ الخطّة الوحدات الاقتصاديّة، والأفراد بمستوياتهم جميعها. 
  • الاتِّصاف بالتنسيق، حيث يتمّ التنسيق بين الأهداف المَرجُوّ تحقيقها من خطّة، ووسائل، واستراتيجيّات تلزم التنفيذ، وأن تتكامل الخطّة بأجزائها جميعها كوحدة واحدة مُتوافِقة تُحقِّق الفاعليّة بين أجزائها.

مراحل التخطيط التربويّ

يعتمد التخطيط على مراحل، وعمليّات تتفاعل، وتتكامل فيما بينها؛ تِبعاً لأسلوب، ومنهج مُنظَّمٍ، وعلميّ، يعتمد على التفكير في التنمية المُراد تحقيقها في واقع المجتمع، وذلك من خلال التربية، وفاعليّتها، حيث يعتمد التخطيط التربويّ على العديد من المراحل، ومنها:[١]
  • دراسة الوضع الحالي: حيث يتمُّ تقييم الوضع الحالي، ودراسة نقاط القوّة، والضعف، وتقييم الموارد البشريّة، والمادّية المُتاحة، وحَصر، ووضع القوانين، والأنظمة الخاصّة بالعمل، كما يتمّ أيضاً جمع البيانات اللازمة التي تُمكِّن من إجراء عمليّة التخطيط، وإجراء الدراسات الوصفيّة.
  • تحديد الأهداف: يتمّ وضع الأهداف التي يجب تحقيقها من خلال ممارسة النشاط، حيث تُعبِّر هذه الأهداف عن الطموحات، والأهداف الاجتماعيّة التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها، بالإضافة إلى كَون هذه الأهداف مُعبِّرة عن المشاكل، والمُعوِّقات.
  • إعداد الخطّة: يتمّ تفسير، وتوضيح الأهداف كبرنامج عمل مُفصَّل، حيث يتمّ تحديد المدّة الزمنيّة للمراحل، والخطّة، ويتمّ حَصر ما يلزم من الاحتياجات؛ للمقدرة على تنفيذ الخطّة، كالأفراد، والوسائل، والمَعدّات، بالإضافة إلى دراسة البدائل، وتوقُّع النتائج.
  • تنفيذ الخطّة: يتمّ تنفيذ الخطّة التي تمّ وضعها بعد الحصول على الموافقة من الهيئات المَعنيّة، والمسؤولين في المُؤسَّسات التعليميّة، وتوفير المُوازنات المطلوبة.
  • المتابعة: تكمن أهمّية عمليّة متابعة تنفيذ الخطّة في التأكُّد من مدى تحقيق الأهداف التي تمّ وضعها، ومعرفة المُعوِّقات، والمشكلات التي تحول دون التنفيذ، وتحديد نقاط الضعف التي تمّ اكتشافها أثناء التنفيذ، وفي هذه المرحلة يتمّ إجراء بعض التعديلات على الخطّة، والأهداف بما يتناسب مع مُعوِّقات التنفيذ.
  • التقويم: في هذه المرحلة يتمّ تحديد ما لم يتمّ تحقيقه، بالإضافة إلى إعداد التقارير التي يتمّ تجهيزها لدى التنفيذ؛ حيث يُنظَر الى هذه التقارير كبداية للخطّة القادمة.

أُسُس التخطيط التربويّ

يساعد التخطيط التربويّ على جعل النظام التربويّ أكثر كفاءة، وفاعليّة في الاستجابة لما يحتاجه المُتعلِّمون، بالإضافة الى زيادة المُعدَّلات التنمويّة، حيث إنّ للتخطيط التربويّ الجيّد العديد من الأُسُس الواجب توفُّرها، ومنها:
  • الواقعيّة: حيث يُراعي التخطيط الواقع الملموس، والإمكانات المُتاحة، ولا يكون مُجرَّد أحلام غير قابلة للتحقيق، إذ لا بُدّ أن يُنتجَ التخطيط خطّة تساعد على تحقيق الأهداف المُمكِنة ضمن الوقت، والموارد المُتاحة.
  • ترتيب الأولويّات: لا بُدّ في التخطيط من التركيز على الأولويّات في العمل، حيث يتمّ البدء بالمشاريع العاجلة، ثمّ الأقلّ منها أهمّية.
  • الشمول والتكامُل: يُعَدّ التخطيط التربويّ عمليّة مُتكامِلة، ومُتداخِلة مع القطاعات الأخرى، فعند التخطيط لقطاع مُعيَّن، لا بُدّ من النظر إلى علاقاته مع القطاعات الأخرى.
  • الاستمراريّة: إنّ عمليّة التخطيط عمليّة مُتواصِلة المراحل، والحلقات، حيث يُراعى في التخطيط أن يكون مُستجيباً للتغيُّرات، والتقدُّم الذي يحدث في المجتمع بشكل دائم.
  • الوضوح والدقّة: تتميّز الخطّة الجيّدة بكونها دقيقة، وواضحة لا غبار عليها؛ وذلك ليسهلَ تحقيقها، حيث إنّ الخطّة المُتشعِّبة، وغير الواضحة تواجه صعوبات، وعقبات في عمليّة تحقيقها.
  • توفُّر البدائل: قد تواجه الخطّة عند تنفيذها أموراً مُفاجِئة، وغير مُتوقَّعة، حيث لا بُدّ من توفُّر البديل، وجاهزيّته، علماً بأنّ البدائل قد تكون إمّا خطّة بديلة، أو وسيلة، وطريقة بديلة، أو إمكانات بديلة.
  • المرونة: التخطيط المَرِن يستجيب للتغيُّرات، والمواقف التي تحدث أثناء التخطيط، ويسمح بالتعديلات؛ لمواجهة هذه المواقف، والتغيُّرات؛ حيث إنّه من المُمكن ظهور حالات جديدة قد تتطلَّب تعديل الخطّة، أو إجراء بعض التغييرات عليها.
  • التوقُّع: تهتمّ عمليّة التخطيط بوَضع خطّة للمستقبل؛ إذ لا بُدّ على الجهة المسؤولة عن وضع الخطّة من أن تكون لديها المقدرة على التنبُّؤ في المستقبل، وتوقُّع ما يمكن أن يحدث فيه من أحداث.

أهمّية التخطيط التربويّ

يُعتبَر التخطيط التربويّ ذا أهمّية كبيرة في تنمية المجتمع، والأفراد، كما أنّه يُعَدّ ركيزة أساسيّة لتحقيق التوازُن بين مختلف الميادين (الثقافيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والعلميّة) في المجتمع، وفيما يلي بعض النقاط التي تُبيِّن أهمّية التخطيط التربويّ:
  • تحقيق التكامُل بين مختلف جوانب النظام التربويّ، وتقديم الحلول جميعها للمشاكل التي تواجه النظام.
  • تحقيق التوازُن والاستقرار بين مختلف مراحل التعليم، والتوسُّع المناسب بين هذه المراحل؛ بهدف تلبية الاحتياجات، والمُتطلَّبات الاقتصاديّة، والاجتماعيّة للمجتمع.
  • تشجيع أفراد المجتمع لاستخدام التقنيات المعاصرة، وتحقيق الاستفادة القُصوى منهان كما يساهم التخطيط التربوي في تقسيم العمل، وإنتاج مهارات مُحدَّدة، وتخصُّصات دقيقة، ممّا يُسهّل استخدام الآلات، والتقنيات الحديثة، ويجعلها أكثر فاعليّة.
  • إعداد قُوى عاملة ذات كفاءة عالية وقادرة على الإنتاج، بحيث تُساهم في تنمية وتعزيز الجانب الاقتصاديّ، والاجتماعيّ، ومجالات المجتمع جميعها؛ فالإنسان هو المسؤول الأوّل عن تنمية نفسه، وعائلته، ومجتمعه.
  • اكتشاف الموارد الجديدة، وتيسير وسائل وطُرُق البحث العِلميّ في المجتمع، من خلال إعداد الباحثين، والأخصائيّين؛ لإجراء البحوث العِلميّة، والاستخدام الفعّال للموارد البشريّة والمادّية جميعها، ممّا يُساهم في تطوُّر الجانبين: الاقتصاديّ، والاجتماعيّ في المجتمع.
  • مواجهة التغيُّرات الثقافيّة، والاجتماعيّة، والمُتطلَّبات المُستقبليّة للمجتمع، وتحقيق الأهداف القوميّة التي وُضِع التخطيط التربويّ من أجلها.
  • التدريب الجيّد للقُوى العاملة، بحيث يتمّ إعداد أفراد المجتمع بناءً على إمكانيّاتهم، وطبيعة العمل الذي يناسبهم، ولا يجب أن يقتصر التدريب على فترة ما قَبل الخدمة، بل يجب أن يتميّز بالاستمراريّة، فيمتدّ إلى أثناء الخدمة؛ لأنّ العالَم في تطوُّر مُستمرّ، حيث تتوجَّب مواكبة هذا التطوُّر، والانخراط فيه؛ بهدف تحقيق أهداف المجتمع.
  • تنمية مقدرة الأفراد على التكيُّف مع الظروف المختلفة التي قد تحدث في العمل، فقد تطرأ العديد من التغييرات على طبيعة العمل، والبُنية الأساسيّة للأعمال المهنيّة؛ نتيجة النمو الاقتصاديّ، والاجتماعيّ، والتطوُّر الكبير في الجانبين: العلميّ، والتكنولوجيّ.

مُبرِّرات التخطيط التربويّ

تُوجَد العديد من المُبرِّرات التي تستدعي وجود التخطيط التربويّ، ومن هذه المُبرِّرات ما يلي:
  • الانفجار السكّاني: حيث تُؤدّي الزيادة الكبيرة في أعداد السكّان إلى إرباك الخُطَط التربويّة، ممّا يُعرِّض المُخطِّطين لتحمُّل مسؤوليّة التصدّي لآثار هذه الظاهرة.
  • الإقبال الكبير على مُؤسَّسات التعليم؛ بسبب الزيادة الكبير في أعداد السكّان.
  • زيادة نسبة الأُمّية، بالإضافة إلى زيادة الانحراف الأخلاقيّ، والتسرُّب من البيئة المدرسيّة.
  • ارتباط التطوُّر الاقتصاديّ بمستوى التقدُّم العلميّ للأفراد؛ واعتبار أنّ التربية هي أساس بناء اقتصاد الدولة.
  • وجود خلل في النظام التعليميّ في المدارس، وغياب التوازُن بين مراحل التعليم؛ بسبب سوء تنظيم الجهات الإداريّة، وعدم المقدرة على إدارة الوقت، بالإضافة إلى المُمارَسات الخاطئة للمُعلِّمين في إدارتهم للصفّ.
  • ظهور ثورة المعلومات والتكنولوجيا، حيث تضاعفت المعرفة بسرعة كبيرة؛ لذا ظهرت الحاجة إلى وجود نظام تربويّ لاستيعاب الكمّ الهائل من المعرفة في المناهج، ومواكبة كلّ ما هو جديد.
  • ظهور العولمة، وزيادة تأثيرها في المجتمعح حيث أدّى الغَزْو الثقافيّ، والفكريّ، والانفتاح الكبير على الثقافات المختلفة، إلى تهديد ثقافة المجتمع، وعاداته؛ لذا ظهرت الحاجة إلى وجود تخطيط تربويّ يهدفُ إلى الحفاظ على العادات، والتقاليد، وثقافة المجتمع.

المبادئ الأساسية للتخطيط التربويّ

يعتمدُ التخطيط التربويّ على مجموعة من المبادئ، والمُقوِّمات التي تضمن نجاح التخطيط، وتُحقِّق أهدافه، وهذه المبادئ هي:
  • الواقعيّة: وتتمثَّل بالتناسُب بين الإمكانيّات المعروضة، والأهداف الواجب تحقيقها.
  • الشمول: أي أن تمتلك الخطّة زمام الأمور في السيطرة على الموارد المُتاحة.
  • المرونة: أي أن تمتلك الخطّة الموضوعة المقدرة على مواجهة كافّة الظروف الطارئة.
  • الاستمراريّة: وتتمثَّل برَبْط عمليّات التخطيط الحاليّة، مع الخُطَط التي تمّ إجراؤها سابقاً.
  • الإلزام: أي أنّه لا بُدّ من تحديد جدول زمنيّ، والالتزام بتنفيذ الخطّة وِفْق هذا الجدول.
  • المشاركة: إذ إنّه لا بُدّ من أن تتمّ المشاركة في تنفيذ الخطّة بين المُؤسَّسات والأفراد جميعهم.
  • التنسيق: أي تنظيم العمل مع الجهات الأخرى، واتّباع الإجراءات، والوسائل المناسبة.
  • سهولة التنفيذ والمتابعة: أي تفصيل الخُطَط، والإجراءات، وإسنادها إلى جهات إداريّة ذات كفاءة عالية.

أهداف التخطيط التربوي

تتنوّع أهداف التخطيط التربوي وتتميّزُ بين تنظيم الموارد وإدارة الإمكانات المُتاحة في سبيل الاستثمار الأمثل؛ من أجل تحقيق المستويات الأعلى من الجودة، ضمن إطار زمنيّ قصير بالتّكلفة الأقل، ويتّسمُ التخطيط التربوي بسعة أهدافه وسموّها، إذ تنطلق هذه الأهداف من تحديد الواقع ومعطياته واستقراء حاضره، ثم تُبنى على السّعي نحو التغيير لتحقيق الأمثل في الجوانب الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة وغيرها.
يسعى التخطيط التربوي إلى تنمية الإنسان والاسثمار فيه، وتفعيل أدواره في شتّى المجالات عبر بنائه التعليمي والذاتي، فهو ذو طابع دينامي متغيّر، فإنّ التخطيط التّربوي يصنعُ التّغيير المستمر ويستشرفُ المستقبل المتطوّر، ليضمن ديمومة التّجويد والتحسين في جوانب الحياة المختلفة.

يمكن إجمال أهداف التّخطيط التّربوي على اتّساعها في أربعة مجالات رئيسيّة؛ هي الأهداف الاجتماعية، والاقتصاديّة، والسياسيّة، والثّقافيّة.

الأهداف الاجتماعيّة للتخطيط التربوي

تتجلّى أهداف التخطيط التربوي اجتماعيّاً في كونها تركّزُ على جميع الأفراد بمختلف أنماطهم وخصائصهم وألوانهم، فتسعى إلى صناعتهم، وتطويرهم بما ينسجم مع متطلّبات المستقبل واحتياجاته، ويستهدفُ التخطيط التربويّ الجانب الاجتماعيّ من خلال ما يلي:[٣]
  • تسخيرُ التعليم للأفراد بما يتناسب مع احتياجاتهم ومهاراتهم، وضمان تكافؤ الفرص وتوزّعها على الجميع.
  • توفير الأيدي العاملة القادرة على تطوير المجتمع والنهوض به.
  • السعي إلى تطوير المجتمع ورقيّه، وتحسينه ليصبح حضاريّاً ملائماً اجتماعيّاً ومرناً.
  • الموازنة بين الأصالة والحداثة مع المحافظة على هوية المجتمع وتقاليده وعاداته.

الأهداف السياسيّة للتخطيط التربوي

يرتكز بناء الوطن وعناصره بشكل أساسي على التربية السليمة، لتنشأ منها تفاعلات المواطنين وانسجامهم وتآلفهم وتلاقيهم مع عامل السياسة ضمن نطاق الديموقراطيّة والمواطنة الصالحة والتشاركيّة، ويهدف التخطيط التربوي إلى تجسيد ديموقراطيّة الأفراد وسيادة الدولة من مجموعة من الأهداف، منها:
  • تعزيز المواطنة، وترسيخ مفاهيمها، وتنمية القوميّة في نفوس الأفراد.
  • تعزيز الانسجام الداخليّ بين الفرد والمجتمع، والمحافظة على الكيان السياسيّ والاجتماعيّ للدولة.
  • تنمية الثقافة الشعبية، وتعميق مفاهيم التعدديّة، والحوار، وقبول الآخر بما يحقق التعايش والتفاهم مع الشعوب الأخرى.

الأهداف الثقافيّة للتخطيط التربوي

يحافظ التخطيط التربوي على المكتسبات الثقافية للمجتمع، ويسعى لتناقلها عبر الأجيال، وتشتمل الأهداف الثقافية للتخطيط التربوي ما يلي:
  • توريث ثقافة المجتمع والمحافظة عليها.
  • الاهتمام بالبحث العلميّ، ودعمه في سبيل تطوير الثقافة ومكتسباتها.
  • تنمية ثقافة المجتمع وتخليصه من الأمية، والقضاء على الفروق التعليميّة والثقافيّة، وتوسعة مدارك الأفراد ودافعيتهم نحو التثقيف والتعليم.

الأهداف الاقتصادية للتخطيط التربوي

يسهم التخطيط التربوي في تحسين المستوى الاقتصاديّ للمجتمعات من خلال استقراء الحاجة للأيدي العاملة والقوى الكامنة، وتأمينها بالمستويات المطلوبة بصورة تتلاءم مع المراحل المستقبليّة، وترافق ذلك دراسة المخصصات، والموارد المتاحة، وترتيب إنفاقها واستثمارها الأمثل فيما يحقق المنفعة التنمويّة ويقلل الفاقد، ومن الأهداف الاقتصادية للتخطيط التربوي:
  • التخطيط المتقن لسياسة الصرف بما يخص موارد التعليم واحتياجاته، واستثماره فيما يحقق الإنتاجيّة الأمثل.
  • تحقيق المرونة الوظيفيّة والاستقرار، بما يضمن التعامل مع المتغيرات الاقتصاديّة والوظيفيّة.
  • زيادة المستوى المعرفيّ والمهاري للأفراد، بما يضمن رفع الكفاءة الانتاجيّة، وتطوير القطاعات الصناعيّة والاقتصاديّة.
  • توفير فرص العمل وتأهيل الأيدي العاملة، والقضاء على البطالة في جميع المهن والمجالات.

أهميّة التخطيط التربوي

استطاع التخطيط التربوي أن يفرض نفسه في النظام التربويّ الحديث؛ لما قدّمه من دعائم وركائز نبتت منها ثمار التنمية الشاملة، ليثبت نفسه كأساس يُعملُ به ويُستعان، فالواقع أثبت حاجته الملحّة للتخطيط التربوي المبني بالمنهجيّة العلميّة، ليكون أساساً متيناً لا إجراءً ثانويّاً أو كماليّاً، ليصبح أحد معايير نجاح الدُّول وعوامل تقدُّمها، إذ يقترن تقدُّمها بالتخطيط السليم والإجراء المبني على الخريطة والدليل، أما الارتجاليّة والعشوائيّة فهي السلاح الهدّامُ الذي يأكل كل ما تقدّم حتّى لا تقوم للدولة قائمة، وتبرز أهميّة التخطيط التربوي في عدة عناصر فعّالة، أهمُّها:
  • قدرته على تشخيص الواقع وتحليل مُدخلاته، واستشراف المستقبل وتوقّع نتائجه، وبناء الأسس التي تقوم عليها تفاعلات العناصر المختلفة المدخلة لضمان الإنتاج الأمثل.
  • القدرة على تحديد الإمكانات المجتمعيّة والفرديّة وقدرات النظام التربويّ، ثمّ تحديد الأهداف التربوية بما يتلاءم مع الواقع المتاح.
  • تخطيطُ العمليّة التربويّة وتقسيمها إلى مشروعات وعمليات مبنيّة على أساس الأهداف المنشودة، وربطها بالعامل الزّمني لتكون متينة التنظيم والإنجاز.
  • معرفة جميع البدائل المتاحة لتطوير البيئة التربويّة وتنميتها ضمن الاستطاعة، ثم الموازنة بين الأهداف والموارد.
  • مواكبة التطوّر التربوي العصريّ، واستدراك ما فات من العمليّات التي تضمن التحسين والتطوير.
  • تعدّد مجالات الإفادة والتطوير، إذ يؤثر إيجاباً في الاقتصاد والسياسة والثقافة وغيرها، فهو بذلك عمليّة تطوير شموليّة مستمرّة لا مرحليّة.
  • اختزال الوقت والمال والمجهود، واستثمار الكُلف الأقل بالإنتاج الأكبر والأكفأ والأمثل.
  • رفعُ مستوى الدخل القوميّ ومعدلات النمو الاقتصاديّ عبر زيادة الإنتاج، وتدني الكُلف.
  • تحديد الفجوة بين الواقع والمستقبل المطلوب، ووضع الآليات والاستراتيجيّات المناسبة لتقليل الفجوة والاندفاع نحو تحقيق التقدم والتطور.

طالع ايضا :


تابع كل ما يخص مسابقة  مفتش 2021 من هنا :



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-