تعريف البطالة

تعريف البطالة


البطالة

يسعى العديدُ من الأفراد في المجتمعِ للحصول على عملٍ في مجالٍ ما؛ سواءً أكان مُرتبطاً في دراستهم، أو عن طريق الأعمال المهنيّة العامّة، ولكن يُعاني الكثيرُ منهم في صعوبةٍ لإيجادِ العمل المُناسب لهم؛ بسبب عدم توافر الفرص الوظيفيّة المُتاحة دائماً، أو لعدمِ توافق المُؤهّلات والخبرات الخاصّة بهم مع الأعمال المطروحة في سوقِ العمل، ممّا يُؤدّي إلى تأخّرهم في الحصولِ على العمل، وقد يتوقّفُ بعضهم عن البحثِ على وظيفةٍ مُناسبة، وينتجُ عن ذلك زيادةٌ في نسبةٍ عدد العاطلين عن العمل، ويُطلقُ على هذه النّسبة مُسمّى البطالة، والتي يتمُّ جمعُ العديد من الإحصاءات السنويّة حولها؛ لأنّها تُعتبرُ جُزءاً من المُعدّلات الاقتصاديّة العامّة لأيّ دولةٍ من دول العالم.

تعريف البطالة

تُعرفُ البطالة (بالإنجليزيّة: Unemployment) بأنّها عبارةٌ عن تعبيرٍ يُطلقُ على الأفرادِ الذين يعيشون بلا عمل؛ أيّ المُتعطّلون عن العمل. وتُعرفُ البطالة أيضاً بأنّها حالةٌ يُوصفُ بها الشّخصُ الذي لا يجدُ عملاً مع مُحاولته الدّائمة في البحث عن عمل. ومن التّعريفات الأُخرى للبطالة أنّها وجودُ أفرادٍ في المُجتمعِ قادرين على العمل وسلكوا طُرقاً كثيرةً للبحثِ عن وظيفةٍ ما ولكنّهم لم يحصلوا على فُرصةٍ مناسبة لهم.
تعدُّ البطالة من القضايا التي تُؤثّرُ على المجتمع بشكلٍ سلبيّ؛ لأنّها تنتشرُ بين فئاتِ الشّباب القادرين على العمل، لذلك لا تُستخدَمُ مُطلقاً مع الكبار في السنّ، أو الأطفال، أو الأفراد الذين يُعانون من أمراضٍ عقليّة وذهنيّة، أو حاجاتٍ جسديّة خاصّة تمنعهم من القيام بأيّ نوعٍ من أنواع الأعمال، والتي تُشكّلُ عوائقَ لهم؛ فهؤلاء يُصنّفون خارج القوى العاملة للدّولة

مُعدّل البطالة

مُعدّل البطالة هو النّسبةُ المئويّة للبطالة في مجتمعٍ ما، والتي يتمُّ قياسها بالاعتمادِ على معرفةِ العدد الإجماليّ للأفراد العاطلين عن العمل، والعددُ الإجماليّ للأفراد القادرين على العمل، ويعتمدُ تحديدُ هذا المُعدّل على معرفةِ مجموعةٍ من النّسب المئويّة، وهي:
  • التّوزيعُ الجُغرافيّ الخاصُ بالعاطليّن عن العمل حسب الوسط الاجتماعيّ في الأماكن المدنيّة والقرويّة.
  • تحديدُ نسبُ الذّكور والإناث من حيثُ المُشتغلين والعاطلين عن العمل.
  • قياسُ النّسب العمريّة للأفراد ضمن المرحلة القانونيّة للعمر الخاصّ بالعمل والمهن.
  • معرفة نوع التّعليم والمُستوى الدراسيّ لكل فردٍ ضمن مرحلة العمل.

وتُستخدَمُ لحساب مُعدّل البطالة المُعادلة الآتية: مُعدّلُ البطالة = عدد الأفراد العاطلين عن العمل / عدد الأفراد الحاصلين على العمل؛ أي معرفة نسبة الأفراد العاطلين عن العمل، ومن ثم تقسيمها على نسبة الأفراد العاملين.
مثال: تصلُ نسبةُ العاطلين عن العمل في دولةٍ ما إلى 12%، أما نسبة العاملين في نفس الدّولة تصلُ إلى 6%، ما هو مُعدّل البطالة؟
مُعدّل البطالة = نسبة العاطلين عن العمل / نسبة العاملين؛ أيّ 12% / 6% = 2%

أسباب البطالة

توجدُ مجموعةٌ من الأسباب تُؤدّي إلى انتشارِ البطالة، وهي:
  • الهجرة من الرّيف إلى المدينة، والتي تُؤدّي إلى زيادةِ أعداد العاطلين عن العمل في المُدن.
  • ظهور تقلُّباتٍ في الوضعِ الاقتصاديّ المحليّ في الدّول، والتي تنتجُ عنها مجموعةٌ من الصّعوبات الاقتصاديّة، ومن أهمّها قلّة توفير الوظائف.
  • عدم تناسب أعداد الوظائف المُتاحة مع أعداد الأفراد في مرحلة أو سنّ العمل، ممّا يُؤدّي إلى زيادةِ انتشار البطالة بينهم.
  • عدم تناسب المُؤهّلات الوظيفيّة للوظائف الشّاغرة مع المُؤهّلات التعليميّة أو الخبرات المِهنيّة للأفراد، ممّا يُؤدّي إلى توفّر الوظائف مع عدم وجود مُوظَّفِين مُناسبِين لها.
  • توفير وظائف في أوقاتٍ مُعيّنة من السّنة، والتي يعملُ فيها الأفراد خلال فترةٍ زمنيّة تنتهي مع انتهائها، ومن الأمثلة عليها المِهن الزراعيّة.

أنواع البطالة

تُقسم البطالة إلى مجموعةٍ من الأنواع، ومن أهمها:
  • البطالة الهيكليّة: هي البطالة التي تظهرُ بسبب النموّ والتطوّر في بعضِ المجالات المهنيّة، والعمليّة والتي تَستبدلُ الأيديّ العاملة في تطبيق النّشاطات الجاريّة في المُنشآت بمجموعةٍ من الآلات التكنولوجيّة، ممّا يُؤدّي إلى قلّة الحاجة إلى المُوظّفين بسبب عدم امتلاكهم للمَهارات الكافية للتّعامل مع التّطورات الحديثة.
  • البطالة الاحتكاكيّة: هي البطالة التي تظهرُ عند الأفراد القادرين على العمل أثناء تركهم لعملهم القديم والبدء في البحث عن عملٍ جديد، إذ يفقدون القدرة على تحصيل أيّ دخل خلال هذه الفترة.
  • البطالة الدوريّة: هي الرّكودُ الذي يُصيبُ الحالة الاقتصاديّة الخاصّة بمجموعةٍ من المُنشآت خلال فترةٍ زمنيّة مُعيّنة، أو في مناطقَ مُحدّدةٍ، مع وجود مُنشآت تُشبهها في مناطقَ أُخرى تعملُ بشكلٍ مُمتاز، وتُوفّر القدرة على استقطابِ العديد من المُوظّفين في أقسامها الوظيفيّة.

الخلاصة

تعتبرُ البطالة مِنْ إحدى أكبر المُشكلات التي تعاني منها جميع الدّول في العالم؛ لأنّها ترتبطُ بوجودِ نسبةٍ مِنَ الأفراد الذين يمتلكون القدرة على العمل ولكنهم يفتَقِرونَ لإيجادِ الوظيفةِالمناسبة لهم، والتي تُساهم في تحقيقِ الدّخل الذي يُساعدهم على تغطيةِ احتياجاتهم الأساسيّة من المصاريف والالتزامات الخاصّة بهم، كما أنّ للبطالةِ مُعدّلٌ يرتبطُ في حسابِ نسبةٍ مئويّةٍ خاصّة بها، والذي يعتمدُ على معرفةِ الأسباب التي تُؤدّي إلى ظهور البطالة في المُجتمعات كافّة، والطُّرق المُناسبة للتّعاملِ معها بطريقةٍ صحيحة، وأيضاً للبطالةِ مجموعةٌ من الأنواع المُختلفة، والتي تُؤثّرُ بشكلٍ كبير على الاقتصاد العالميّ بصفتها من إحدى المُعدّلات الرّئيسة المُرتبطة بالتّنمية الاقتصاديّة.

أسباب البطالة

تعدُّ البطالة مِنْ أهمّ الأزمات التي تُهدّدُ استقرار المُجتمعات، وتوجدُ مَجموعةٌ مِنَ الأسبابِ التي تُؤدّي إلى ظهورها، والتي تختلفُ مِنْ مُجتمعٍ إلى آخر، ومِنْ أهمها: الأسبابُ السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، ولكلٍّ منها مُؤثراتٌ ونتائجُ سلبيّةٌ تُؤثّرُ على المُجتمع. والآتيّ معلوماتٌ عن هذه الأسباب:

الأسباب السياسيّة

الأسباب السياسيّة للبطالة هي كافّةُ المُؤثّرات المُرتبطة بالبطالةِ والمُتعلّقة في السّياسةِ الخاصّة لدولةٍ ما، ومِن أهمها:
  • انخفاضُ القدرةِ على دعمِ قطاعِ الأعمال من جانب الحكومات الدوليّة.
  • انتشارُ الحروب والأزمات الأهليّة في الدّول.
  • غياب تأثير التّنمية السياسيّة على الوضعِ الاقتصاديّ والاجتماعيّ في الدُّولِ النّامية.

الأسباب الاقتصاديّة

الأسباب الاقتصاديّة للبطالة من أكثر الأسباب انتشاراً وتأثيراً على البطالة، والتي تُؤدّي إلى رفع مُعدّلاتها الدوليّة، ومن أهمّ هذه الأسباب:
  • زيادة عدد المُوظّفين مع قلّة الوظائف المعروضة، وهي من المُؤثّرات التي تنتجُ عن الرّكودِ الاقتصاديّ في قطاع الأعمال، وخصوصاً مع زيادة أعداد خريجِي الجامعات، وعدم توفير الوظائف المُناسبة لهم.
  • الاستقالة من العمل والبحثُ عن عملٍ جديد؛ وهي بطالةٌ مُؤقّتة، والتي تشملُ كلّ شخصٍ تخلّى عن عمله الحالي بهدف البحث عن عملٍ غيره، ولكنّه يحتاجُ إلى وقتٍ طويل للحصول على عمل، لذلك يُصنّفُ في فترةِ بحثه بأنّه عاطلٌ عن العمل.
  • استبدالُ العمال بوسائل تكنولوجيّة كالحاسوب، والتي أدّتْ إلى زيادةِ المَنفعة الاقتصاديّة على الشّركات بتقليل نفقات الدّخل للعمّال، ولكنّها أدّتْ إلى ارتفاعِ نسبة البطالة.
  • الاستعانةُ بموظّفين من خارج المُجتمع، وهي التي ترتبطُ بمفهوم العمالة الوافدة سواءً في المِهَن الحرفيّة، أو التي تحتاجُ إلى استقدامِ خُبراءٍ من الخارج، ممّا يُؤدّي إلى الابتعادِ عن الاستعانةِ بأيّ مُوظّفين أو عمّال مَحليّين.

الأسباب الاجتماعيّة

الأسباب الاجتماعيّة للبطالة هي الأسباب المُتعلّقةُ بالمجتمعِ الذي يتأثّرُ في كلٍّ من الأسباب السياسيّة والاقتصاديّة الخاصّة بالبطالة، ومن أهمّ الأسباب الاجتماعيّة:
  • ارتفاع مُعدّلات النموّ السُكانيّ مع انتشارِ الفقر، والذي يُقابله عدم وجود وظائفَ أو مِهَن كافية للقوى العاملة.
  • غياب التنميّة المَحليّة للمُجتمع، والتي تعتمدُ على الاستفادةِ من التّأثيرات الإيجابيّة التي يُقدّمها قطاع الاقتصاد للمُنشآت.
  • عدم الاهتمامِ بتطوير قطاعِ التّعليم، ممّا يُؤدّي إلى غيابِ نشر التّثقيف الكافي، والوعي المُناسب بقضيةِ البطالة بصِفَتِها من القضايا الاجتماعيّة المُهمّة.
  • زيادة أعداد الشّباب القادرين على العمل مع شعورهم باليأس؛ بسبب عدم حصولهم على وظائفَ أو مهنٍ تُساعدهمُ في الحصولِ على الدّخل المُناسب لهم.
  • غياب التّطوير المُستمرِّ لأفكارِ المشروعات الحديثة، والتي تُساعدُ على تقديمِ العديد من الوظائف للأفراد القادرين على العمل.ِ

حلول لتقليل نسبةِ البطالة

توجدُ مجموعةٌ مِنَ الحلولِ المُقترحة لتقليلِ نسبةِ البطالة في المُجتمعاتِ، وهي:
  • تغيير النّظرة السّائدة إلى المهنِ، والتي تُساهمُ في التّقليلِ من نسبة البطالة بشكلٍ ملحوظ؛ إذ لا يرغبُ العديد من الشّباب العمل في المهن والصّناعات اليدويّة، ممّا يُؤدّي إلى تراكم هذه المهن، لذلك يجبُ تشجيع الشّباب على هذه الأنواع من المهن عن طريق عقد دوراتٍ وندواتٍ تعريفيّة تُساعدهم في التعرّفِ عليها بشكلٍ أفضل.
  • تمويل المشروعات الصّغيرة والرياديّة والتي تُساعدُ على توفيرِ مجموعةٍ من الوظائف للعديدِ من الشّباب، وخصوصاً الخرّيجين الجامعيّين الجُدد الذين يمتلكون مَهاراتٍ أكاديميّة قد تتوافقُ مع المُتطلّبات الوظيفيّة الخاصّة في هذه المشروعات الحديثة.
  • تخصيص مُكافآت ماليّة للأعمال التطوعيّة، ويُساهمُ ذلك في زيادة الرّغبة في الالتحاقِ بالأعمال التطوعيّة، وأيضاً تُعزّزُ من فكرة العمل التَطوعيّ الذي قد يتمُّ تحويله مع الوقت إلى عملٍ رسميّ.
  • وضع قيود على استخدام العمالة الوافدة الذي يُساعدُ على توفير الوظائف المُتاحة لتصبح بيد أفراد المجتمع من المُواطنين القادرين على العمل.

أنواع البطالة

للبطالة العديدُ من الأنواع التي تنتشرُ بين الفئات القادرة على العمل في المجتمع، ومن أهمّ هذه الأنواع:
  • البطالة الهيكليّة: هي النّوعُ مِنَ البطالةِ النّاتجة عن الاعتمادِ على الوسائل الحديثة في تنفيذِ الأعمال، والتي تستغني كُليّاً أو جُزئياً عن العُمال والموظفين وتستبدلهم بالأدواتوالأجهزة الإلكترونيّة والحاسوبيّة؛ ممّا يُؤدّي إلى تفاقمِ انتشارِ البطالة في قطاع الأعمال الصناعيّة والإنتاجيّة.
  • البطالة الموسميّة: هي البطالةُ التي تحدثُ بسبب اعتمادِ بعضِ أنواع الأعمال على مواسمَ مُحدّدةٍ للتّشغيل، فيَنتعشُ قطاعُ العُمّال في فترةٍ زمنيّةٍ مُعيّنةٍ، ومن ثم يُعاني من ركودٍ في فترةٍ أُخرى، ممّا يُؤدّي إلى انتشارِ البطالة، ومن الأمثلة على هذا النّوع من البطالة الأعمال الزراعيّة كمَعاصر الزّيتون.
  • البطالة الاحتكاكيّة: هي البطالةُ النّاتجةُ عن انتقالِ الأفراد بين الوظائف والمِهَن، سواءً داخل الدّولة نفسها أو خارجها، ممّا يُؤدّي إلى تحوّلِ المُوظّفين والعُمّال إلى عاطلين عن العمل خلال فترةِ انتقالهم أو بحثهم عن وظائفَ جديدةٍ.

طرق حل مشكلة البطالة

  • تأهيل الخريجين من الشباب حول حاجة سوق العمل للتخصصات المختلفة، وتأهيلهم بما يتطلبه سوق العمل وتوجيههم إلى التخصصات المهنية التي يعزف عنها الكثير من الشباب.
  • تنظيم عملية استخدام العمالة الوافدة وتوفير فرص العمل للسكان المحليين.
  • تنشيط المناخ الاقتصادي وتطوير أساليب وطرق العمل التي توفر فرص عمل جديدة.
  • إقامة المشاريع التي تحتاج إلى أيدي عاملة، وعدم استخدام الآلات، والتي تاخذ مكان عمل الكثير من الأيدي العاملة وتؤدي إلى تسريحهم.
  • عمل الدراسات الاستراتيجية وإنشاء المراكز المتخصصة التي تنظم فرص العمل داخل المجتمع.
  • التعاون فيما بين القطاع العام والقطاع الخاص في محاولة توفير فرص العمل المختلفة.
اطلع على جميع مواضيع الثقافة العامة لمسابقات التوظيف من هنا :




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-