الغياب و التسرب من المدرسة أسبابه وطرق علاجه


الغياب و التسرب من المدرسة أسبابه وطرق علاجه
الغياب و التسرب من المدرسة أسبابه وطرق علاجه
سلسبيل للتوظيف و التعليم

الغياب و التسرب من المدرسة أسبابه وطرق علاجه

مقدمة: 

مشكلة الغياب والتسرب من المدارس, من المشكلات التي تواجه الجهات التربوية إذ تزداد نسب تسرب الطلاب, وخاصة في الحلقة الثانية من التعليم الأساسي، فلقد كان التعليم في الماضي حلم الشرائح الفقيرة, وأصبح الحلم واقعاً بعدما أصبح التعليم مجانياً في جميع مراحله, ابتداء من المرحلة الابتدائية وحتى نهاية المرحلة الجامعية, فازدادت نسبة المتعلمين وارتفع عدد التلاميذ والطلاب الملتحقين بالمدارس المختلفة, وذلك في نهضة تعليمية غير مسبوقة, انعكست إيجاباً على مختلف مناحي الحياة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.‏ 

ورغم مجانية التعليم وإلزاميته حتى نهاية المرحلة الإعدادية (الأساسي), فإن نسبة لا بأس بها من الطلاب تتسرب من المدارس, وخاصة في البيئات الريفية والشعبية ولدى الأسر التي تعمل في الزراعة وتحتاج إلى أيد عاملة كثيرة،الأمر الذي يشكل خللا في العملية التعليمية . 

والواقع أن غياب وتسرب التلاميذ من التعليم يمثل مشكلة كبيرة، وتعد من اخطر الآفات التي تواجه العملية التعليمية ومستقبل الأجيال في المجتمعات المختلفة لكونها إهدار تربوي لا يقتصر أثره على الطالب فحسب بل يتعدى ذلك إلى جميع نواحي المجتمع فهي تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد على الغير , كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم وظاهرة الزواج المبكر..الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه، وتسبب مشكلة التسرب ضياعاً وخسارة للتلاميذ أنفسهم لأن هذه المشكلة تترك آثارها السلبية في نفسية التلميذ وتعطل مشاركته المنتجة في المجتمع. 

كما وتمثل هذه المشكلة جانباً خطيراً في المراحل الإعدادية والثانوية نظراً لطبيعة هذه المرحلة بالإضافة إلى قابلية الطالب للاستهواء ، ومما هو جدير بالذكر أن مشكلة الهروب المدرسي ما هي إلا عرضاً لوجود مشكلات أخرى دراسية أو أسرية أو اقتصادية . 

وهذه الظاهرة أصبحت من الظواهر الواضحة في مجتمعنا المصري وأصبحت تشكل خطراً كبيراً علي المجتمع وإهدار كبير لميزانيات الدولة مما جعل منها ظاهرة تستوجب من العاملين في الحقل الاجتماعي الدراسة ومعرفة الأسباب والعوامل المؤدية إليها ووضع نتائج هذه الدراسة أمام المسئولين حتى يمكن وضع الحلول المناسبة لها من خلال النتائج التي تم التوصل إليها من خلال مثل هذه الدراسات، الأمر الذي يتطلب ضرورة العمل على دراستها للتعرف على الأسباب المؤدية إليها وتقديم بعض المقترحات للتخفيف من حدتها. 

مشكلــــة البحـــث 

يمكن صياغة مشكلة البحث بالتساؤلات التالية :- 
1- ما لمقصود بالغياب أو الهروب من المدرسة وما أهم أشكاله؟ 
2- ما أهم الأسباب التي تسهم في غياب التلاميذ وهروبهم عن المدرسة؟ 
3- ما المداخل المختلفة التي يمكن من خلالها علاج تلك المشكلة؟ 
4- مالمقترحات التي نعتقد أنها يمكن أن تخفف من حدة هذه المشكلة؟ 

أهـــداف البحث :- 
يهدف البحث إلى تحديد أسباب غياب الطلاب والطالبات في المرحلة الاعدادية والثانوية، وتقديم المقترحات التربوية والنفسية والاجتماعية التي تساعد في علاج ظاهرة غياب التلاميذ عن المدرسة . 
خطة البحث: 
سوف تسير خطة البحث وفق الخطوات التالية: 

1- تعريف الغياب وأنواعه. 
2- الأسباب المؤدية إلى الغياب ثم التسرب. 
3- كيفية علاج هذه المشكلة. 
4- بعض المقترحات للتخفيف من حدة هذه المشكلة. 

أولا: تعريف الغياب أو الهروب من المدرسة وأشكاله

يعرف الغياب المدرسي بأنه هو عدم حضور الطالب المدرسة دون سبب شرعي أو عذر وجيه،وهناك من يعرف غياب الطالب عن المدرسة با نه هو عدم تواجده بها خلال اليوم الدراسي الرسمي أو جزء منه ، سواءً كان هذا الغياب من بداية اليوم الدراسي ، أي قبل وصوله للمدرسة أو كان بعد وصوله للمدرسة والتنسيق مع بعض زملائه حول الغياب ، أو حضوره للمدرسة والانتظام بها ثم مغادرته لها قبل نهاية اليوم الدراسي الرسمي دون عذر مشروع 0 

وحتى إذا كان غياب الطالب في بعض الأحيان بسبب مقبول لدى أسرة الطالب كالغياب لأجل مهام منزلية بسيطة أو بسبب عوامل صحية يمكن التغلب عليها أ و, بسبب عوامل أخرى غير ذات تأثير قوي ولكن يجدها الطالب فرصة للغياب ، فإن ذلك لا يعتبر مقبولاً من الناحية تربوية لأن تلك الظروف الخاصة يمكن التغلب عليها ومواجهتا بحيث لا تكون عائقاً في سبيل الحضور إلى المدرسة 0 

أشكال الغياب المدرسي:


للغياب المدرسي عدة أشكال يمكن إجمالها فيما يلي:

1- الغياب عن المدرسة :

وهو الغياب الذي ينصرف إليه الذهن إذا ما أطلق مفهوم الغياب , وهو عنوان الاتصال بين البيت والمدرسة اليومي , وبسببه تتأثر درجة المواظبة وهي مائة درجة , ويستدعى فيه ولي أمر الطالب وقد يحال الطالب فيه وولي أمره إلى شئون الطلاب بالإدارة العامة إذا تعدى الأسبوعين غياباً , وتحسب درجة كاملة عن كل يومي غياب وذلك من درجات المواظبة .

2- الغياب عن الفصل الدراسي :-


وهو غياب الطالب عن قاعة الدرس لأي سبب, ولا يقل تأثيره على الطالب عن النوع الأول وربما يزيد اذ يوصف صاحبه بأنه ذا ضوضاء[ ودوران] بممرات المدرسة , وعادة من خلال الملاحظة غالبا يتصف به الطالب الذي لا يستطيع الاستمرار بالمتابعة مع المعلم في الدرس لأي سبب , أو معاقبة إدارة المدرسة للطالب ( لهذا ينبغي أن تتنبه إدارة المدرسة في أن لا تعاقب طالب بحرمانه من دخول الفصل أو تسند إلى الطالب أعمالاً تبعده عن قاعة الدرس فتكون الإدارة بهذا التصرف أداة لغياب الطالب عن الفصل(.

3- الغياب الذهني : -

وللغياب الذهني عدة مظاهر وهي: 

1- غياب النوم : وهو النوم داخل الفصل , ويتصف به الطالب السهران ولم يأخذ كفايته من النوم ليلاً فالطالب هنا الحاضر الغائب ولن يتمكن من متابعة معلمه وهو في هذه الحالة الذهنية. 
2 - غياب الضوضاء : ويتصف به الطالب كثير الحركة , والكلام , ... فهو لن يتمكن من تذكر ما تم دراسته في الفصل , وبسبب الضوضاء لم يكتب الطالب , ولم يستمع للدرس، وقد يعرضه ضوضاؤه إلى الطرد من الفصل حتى يتمكن بقية الطلبة من متابعة الدرس . 
3 - غياب السرحان : السرحان حالة ذهنية مسيطرة غالباً , فالطالب السارح هنا هو الحاضر الغائب , وقد يكون المعلم أحد أسباب سرحان الطالب إذا اتصف درسه بالإلقاء فقط وخلا من وسائل الإيضاح , أو كان المعلم جالساً , أو لا يُشرك الطلبة في درسه بكتابة في دفتر الطالب الخاص , أو تعليق على الكتاب لبيان فكرة . 
4- غياب الأدوات : والأدوات المدرسية ضرورة ( ملحة ) للطالب فكما أي مهنة لها أدواتها لإنجاحها فكذلك التحصيل الدراسي له أدواته فلا تتوقع تحصيلاً دراسياً ما لم تتوفر له الأدوات المعينة , وقد يخطي المعلم في التقليل من أهمية الأدوات في الإيعاز إلى شراء المذكرات من محلات النسخ دون العناء في إحضار الأدوات فيكون الطالب اعتمد على جهد غيره من المتفوقين لا على جهده و بهذا الخطأ يتدنى مستوى الطالب التحصيلي ويتبعه تدنى مستوى الخط عند الطالب أيضا . 

والواقع انه قلما ينجو طالب من مجموعة أشكال الغياب أو بعضها , فبعضهم لديه شكل واحد , وبعضهم لديه شكلان , وآخر لديه عدة أشكال , وقد يَسلم أحدهم من الغياب وأشكاله فيدعى بالطالب المتفوق , وهذا من توفيق الله جل وعلا فاسأله ذلك التوفيق.

ثانيا:الأسباب المؤدية إلى الغياب ثم التسرب:

يرجع غياب الطالب وهروبه من المدرسة لأسباب وعوامل عدة منها ما يعود إلى الطالب نفسه ومنها ما يعود للمدرسة ومنها ما يعود لأسرته ومنها عوامل أخرى غير هذه وتلك ، وسنتطرق في الأسطر التالية لأهم تلك الأسباب والدوافع التي قد تكون وراء غياب الطالب وهروبه من المدرسة : 

أولاً : العوامل الذاتية :

وهي عوامل تعود للطالب نفسه وتتمثل في : 

1- شخصية الطالب وتركيبته النفسية بما يمتلكه من استعدادات وقدرات وميول تجعله لا يتقبل العمل المدرسي ولا يقبل عليه 0 
2- الإعاقات والعاهات الصحية والنفسية الملازمة للطالب والتي تمنعه عن مسايرة زملائه فتجعله موضعاً لسخريتهم فتصبح المدرسة بالنسبة له خبرة غير سارة مما يدفعه إلى البحث عن وسائل يحاول عن طريقها إثبات ذاته 0 
3- عدم قدرة الطالب على استغلال وتنظيم وقته وجهل أفضل طرق الاستذكار، مما يسبب له إحباطاً و إحساسا بالعجز عن مسايرة زملائه تحصيلياً 0 
4- الرغبة في تأكيد الاستقلالية وإثبات الذات فيظهر الاستهتار والعناد و كسر الأنظمة والقوانين التي يضعها الكبار( المدرسة والمنزل ) والتي يلجأ إليها كوسائل ضغط لإثبات وجوده 0 
5- ضعف الدافعية للتعلم وهي حالة تتدنى فيها دوافع التعلم فيفقد الطالب الاستثارة ومواصلة التقدم مما يؤدي إلى الإخفاق المستمر وعدم تحقيق التكيف الدراسي والنفسي 0 

ثانياً : العوامل المدرسية

وهي عوامل تعود لطبيعة الجو المدرسي و النظام القائم والظروف السائدة التي تحكم العلاقة بين عناصر المجتمع المدرسي مثل : 

1- عدم سلامة النظام المدرسي وتأرجحه بين الصرامة والقسوة وسيطرة عقاب كوسيلة للتعامل مع الطلاب أو التراخي والإهمال وعدم توفر وسائل الضبط المناسبة 0 
2- سيطرة بعض أنواع العقاب بشكل عشوائي وغير مقنن مثل تكليف الطالب بكتابة الواجب عدة مرات والحرمان من بعض الحصص الدراسية والتهديد بالإجراءات العقابية 000الخ . 
3- عدم الإحساس بالحب والتقدير والاحترام من قبل عناصر المجتمع المدرسي حيث يبقى الطالب قلقاً متوتراً فاقداً الأمن النفسي. 
4- إحساس الطالب بعدم إيفاء التعليم لمتطلباته الشخصية والاجتماعية 0 
5- عدم توفر الأنشطة الكافية والمناسبة لميول الطالب وقدراته واستعداداته التي تساعده في خفض التوتر لديه وتحقيق المزيد من الإشباع النفسي 0 
6- كثرة الأعباء والواجبات ، خاصة المنزلية التي يعجز الطالب عن الإيفاء بمتطلباتها 0 
7- عدم تقبل الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لها مما أوجد فجوة بينه وبين بقية عناصر المجتمع المدرسي فكان ذلك سبباً في فقد الثقة في مخرجات العملية التعليمية برمتها واللجوء إلى مصادر أخرى لتقبّله. 

ثالثا : العوامل الأسرية

وتتمثل في طبيعة الحياة المنزلية والظروف المختلفة التي تعيشها والروابط التي تحكم العلاقة بين أعضائها ، ومما يلاحظ في هذا الشأن ما يلي: 

1- اضطراب العلاقات الأسرية وما يشوبها من عوامل التوتر والفشل من خلال كثرة الخلافات والمشاجرات بين أعضائها مما يشعر الطالب بالحرمان وفقدان الأمن النفسي 0 
2- ضعف عوامل الضبط و الرقابة الأسرية بسبب ثقة الوالدين المفرطة في الأبناء أو إهمالهم و انشغالهم عن متابعتهم الذين وجدوا في عدم المتابعة فرصة لاتخاذ قراراتهم الفردية بعيدا عن عيون الآباء 0 

3- سوء المعاملة الأسرية والتي تتأرجح بين التدليل والحماية الزائدة التي تجعل الطالب اتكالياً سريع الانجذاب وسهل الانقياد لكل المغريات وبين القسوة الزائدة والضوابط الشديدة التي تجعله محاطاً بسياج من الأنظمة والقوانين المنزلية الصارمة مما يجعل التوتر والقلق هو سمة الطالب الذي يجعله يبحث عن متنفس آخر بعيد عن المنزل والمدرسة 0 

4- عدم قدرة الأسرة على الإيفاء بمتطلبات واحتياجات المدرسة ،وحاجات الطالب بشكل عام ، مما يدفع الطالب لتعمد الغياب منعاً للإحراج ومحاولة للبحث عما يفي بمتطلباته.

رابعاً : عوامل أخرى:

وتتمثل في غير ما ذكر أعلاه ومن أهمها : 

1- جماعة الرفاق وما يقدمه أعضاؤها للطالب من مغريات تدفعه لمجاراتهم والانصياع لرغباتهم في الغياب والهروب من المدرسة وإشغال الوقت قضاء الملذات الوقتية. 

2- عوامل الجذب المختلفة التي تتوفر للطالب وتصبح في متناول يده بمجرد خروجه من المنزل مثل الأسواق العامة وشواطئ البحر وأماكن التجمع ومقاهي الإنترنت والكازينوهات . 

ثالثا: كيفية علاج مشكلة الغياب المدرسي :

على الرغم من التأثير السلبي لغياب الطالب وهروبه من المدرسة على الطالب نفسه وعلى أسرته والمجتمع بشكل عام ، إلا أن تأثيره على المدرسة أكثر وضوحاً ، ذلك أنه عامل كبير يساهم في تفشي الفوضى داخل المدرسة والإخلال بنظامها العام 0 
فتكرار حالات الغياب والهروب من المدرسة وبروزها كظاهرة واضحة في مدرسة ما يسبب خللاً في نظام المدرسة وتدهور مستوى طلابها التعليمي والتربوي ، خاصة في ظل عجز المدرسة عن مواجهة مثل هذه المشكلات ( وقاية وعلاجاً )0 
ومن هنا فعلى المدرسة أن تكون قادرة على اتخاذ الإجراءات الإدارية والتربوية المناسبة لعلاج مشكلة الغياب والهروب ، وجادّة في تطبيقها والحد من خطورتها والتي قد تتجاوز أسوار المدرسة إلى المجتمع الخارجي فتظهر حالات السرقة والعنف وإيذاء الآخرين والتخريب والاعتداء على الممتلكات العامة وكسر الأنظمة ، وما إلى ذلك من مشكلات تصبح المدرسة والمنزل عاجزين عن حلّها ومواجهتها ، 

ومن أهم ما يمكن أن تقوم به المدرسة في هذا المجال : 

أولاً : الإجراءات الفنية :

تتمثل الإجراءات التي يجب أن تتبعها المدرسة للتغلب على مشكلة الغياب أو الهروب من المدرسة: 
1- دراسة المشكلات الطلابية الحقيقية والتعرف على أسبابها مع مراعاة عدم التركيز على أعراض المشكلات وظواهرها وإغفال جوهرها ، واعتبار كل مشكلة حالة لوحدها متفردة بذاتها 0 
2- تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق مزيد من التوافق النفسي والتربوي للطلاب عن طريق : أ- تهيئة الفرص للاستفادة من التعليم بأكبر قدر ممكن . 
ب- الكشف عن قدرات وميول واستعدادات الطلاب وتوجيهها بشكل جيد 0 
ت- إثارة الدافعية لدى الطلاب نحو التعليم بشتى الوسائل 0 
ث- تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية الطالب والتعامل بحكمة مع الجوانب السلبية 0 
ج- الموازنة بين ما تكلف به المدرسة طلابها وما يطيقون تحمله 0 
ح- إثارة التنافس والتسابق بين الطلاب وتشجيع التعاون والعمل الجماعي بينهم 0 
3- خلق المزيد من عوامل الضبط داخل المدرسة عن طريق وضع نظام مدرسي مناسب يدفع الطلاب إلى مستوىً معين من ضبط النفس يساعد على تلافي المشكلات المدرسية وعلاجها ، مع ملاحظة أن يكون ضبطاً ذاتياً نابعاً من الطلاب أنفسهم وليس ضبطاً عشوائياً بفرض تعليمات شديدة بقوة النظام وسلطة القانون 0 
4- دعم برامج وخدمات التوجيه والإرشاد المدرسي وتفعيلها وذلك من أجل مساعدة الطلاب لتحقيق أقصى حد ممكن من التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي وإيجاد شخصيات متزنة من الطلاب تتفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وتستغل إمكاناتها وقدراتها أفضل استغلال 0 
5- توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة لخلق المزيد من التفاهم والتعاون المشترك بينها حول أفضل الوسائل للتعامل مع الطالب والتعرف على مشكلاته ووضع الحلول المناسبة لكل ما يعوق مسيرة حياته الدراسية والعامة .

ثانياً : الإجراءات الإدارية :

تتمثل تلك الإجراءات فيما يلي: 

1- وضع نظام واضح للطلاب لتعريفهم بالنتائج الوخيمة التي تعود علهم بسبب الغياب والهروب من المدرسة ، مع توضيح الإجراءات التي تنتظر من يتكرر غيابه من الطلاب وأن تطبيق تلك الإجراءات لا يمكن التساهل فيه أو التقاضي عنه . 
2- التأكيد على ضرورة تسجيل الغياب في كل حصة عن طريق المعلمين وأن يتم ذلك بشكل دقيق وداخل الحصص دون الاعتماد بشكل كامل على عر فاء الفصول الذين قد يستغلون علاقاتهم بزملائهم. 
3- المتابعة المستمرة لغياب الطلاب وتسجيله في السجلات الخاصة به للتعرف على من يتكرر غيابه منهم ، وتتم المتابعة بشكل يومي مع التأكد من صحة المبررات التي يحضرها الطالب من ولي أمره أو الجهات الأخرى كالتقارير الطبية ومحاضر التوقيف وما شابه ذلك وليكن ذلك عن طريق أحد الإداريين لإعطائه صفة أكثر رسمية 0 
4- تحويل حالات الغياب المتكررة إلى المرشد الطلابي لدراستها والتعرف على أسبابها ودوافعها ووضع البرامج والخدمات التوجيهية والإرشادية المناسبة لمواجهة تلك المشكلات وعلاجها 0 
5- إبلاغ ولي أمر الطالب بغياب ابنه بشكل فوري وفي نفس يوم الغياب وحبذا لو يتم ذلك خلال الحصة الأولى أو الثانية على أقص حد لكي يكون على بينة بغياب ابنه وبالتالي إمكانية متابعته للتعرف على حالته والتأكيد علي ولي الأمر بضرورة الحضور إلى المدرسة لمناقشة الحالة .
6- التأكيد على الطالب الغائب بالالتزام بعدم تكرار الغياب وكتابة التعهدات الخطية عليه وعلى ولي أمره مع التأكيد بتطبيق اللوائح في حالة تكرار الغياب 0 
7- إتباع إجراءات اشد قسوة لمن يتكرر غيابه وهروبه من المدرسة كالحرمان من حصص التربية الرياضية أو المشاركة في الحفلات المدرسية والزيارات الخارجية0 
8- تنفيذ التعليمات والتنظيمات التي تضمنتها اللائحة الداخلية لتنظيم المدارس والتي تنص على بعض الإجراءات التي يلزم العمل بها عند التعامل مع حالات الغياب 0 
ومهما يكن من أمر فإنه لا يمكن أن تنجح المدرسة في تنفيذ إجراءاتها ووسائلها التربوية والإدارية لعلاج مشكلة غياب الطلاب وهروبهم إذا لم تبد الأسرة تعاوناً ملحوظاً في تنفيذ تلك الإجراءات ومتابعتها ، وإذا لم تكن الأسرة جدّية في ممارسة دورها التربوي فسيكون الفشل مصير كل محاولات العلاج والوقاية. 


رابعا: بعض المقترحات للتخفيف من حدة مشكلة الغياب المدرسي :

في ضوء ما تم عرضه من تعريف للمشكلة وأسبابها وإجراءات التخفيف من حدتها: 

- مقترحات بشأن المعلمين والمعلمات :-

- من الضروري توعية المعلمين وتدريبهم على الأمور الآتية : 
1- إدراك ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب . 
2- العمل على استخدام أساليب التعزيز المناسبة . 
3- الدقة في وضع درجات التحصيل . 
4- العمل على عدم إرهاق الطالب بالواجب المنزلي . 
5- التعاون مع إدارة المدرسة وأولياء الأمور لعلاج صعوبات التعلم لدى بعض التلاميذ. 

-- مقترحات بشأن المناهج المدرسية :

1- الاهتمام بالكيف وتخفيف الكم في المناهج . 
2- تبسيط المناهج الدراسية ومناسبتها لقدرات وميول التلاميذ . 
3- يجب أن تتضمن المناهج الدراسية بعض الأنشطة التعليمية . 
4- ربط المناهج بالبيئة المحلية . 
5- ينبغي مراجعة المناهج بشكل دوري وتجديد الموضوعات . 

- مقترحات بشأن البيئة المدرسية :

1- الاهتمام بالإرشاد الطلابي وتفعيل دوره . 
2- تفهم ظروف الطلاب الذين يتغيبون عن المدرسة وعلاجها . 
3- تحسين الوسائل المساعدة لعملية التعليم . 
4- التوسع في إنشاء المباني المناسبة والمهيأة . 
5- تحسين العلاقة مع التلاميذ وتخفيف العقاب البدنى . 
- مقترحات بشأن ميول التلاميذ نحو المدرسة : 
1- تطبيق نظام المقررات الاختيارية في المدارس . 
2- توعية التلاميذ عن طريق وسائل الإعلام . 
3- منح الجوائز للطلاب المتفوقين . 
4- التوسع في الحفلات الترفيهية والأنشطة المناسبة لميول الطلاب . 

- مقترحات حول علاج الأسباب النفسية لغياب التلاميذ :

1- التخفيف من قلق الامتحانات باستخدام الاختبارات الدورية . 
2- توثيق العلاقة بين المعلمين والتلاميذ من ناحية وبين التلاميذ وزملائهم من ناحية ثانية عن طريق الاشتراك في الأنظمة الجماعية 
3- عدم استخدام العقاب اللفظي . 
- مقترحات لعلاج الأسباب الصحية لغياب التلاميذ : 
1- تزويد كل مدرسة بممرض لتقديم الإسعافات الأولية . 
2- نشر التوعية الصحية داخل المدارس وعمل بطاقات صحية . 
3- الإشراف الصحي على المقصف المدرسي . 
- مقترحات حول الأسباب المتعلقة بالأسرة المرتبطة بغياب التلاميذ : 
1- توعية الآباء بأهمية انتظام أبنائهم في المدرسة . 
2- استمرار الاتصال بين البيت والمدرسة . 
توعية الآباء بأهمية الجو المناسب للمذاكرة في البيت ومراعاة ظروف سن المراهقة . 
توفير وسائل المواصلات للتلميذات من وإلى المدرسة . 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-