موضوع الكسل المدرسي و دور المشرف التربوي

سلسبيل للتوظيف و التعليم 
مسابقة الاداريين في قطاع التربية 2019 
مسابقة مشرف التربية 2019 

موضوع الكسل المدرسي و دور المشرف التربوي

لا شك ان اضطرابا نفسيا وقلقا ينتاب الاهل والمربين ،عندما يعلمون ان اطفالهم يعانون من الكـسل والاهمال الدراسي. ـ فهل تبدأ هذه المشكلة من المدرسة ؟ ام من الاسرة ؟ ام منهما معا؟

ـ وكيف لنا معرفة الطفل الكـسول من الطفل النشيط ؟

في الحقيقة قبل الاجابة على هذه التساؤلات، لابد من معرفة وكشف اسبابها،ومتى عرفت الاسباب، بات العلاج اكثر تيسيرا واعمق تاثيرا، لانه لايمكن القضاء على هذه المشكلة، ما لم نبدأ باسبابها
ـ في السطور الاولى نسلط الضوء على اهم اسباب افة الكـسل ومظاهرها ودور الاشراف التربوي في التعامل مع الطفل المصاب بها .
الكـسل؛هو حالة ابتعاد فرد ما... عن اقرانه، فهو لا يعمل ولا يجتهد مثلهم، او هي حالة يمتنع فيها الفرد عن اداء عمله و واجباته وايضا الكـسل يمثل حالة الوهن والخمول اللتين تصيبان العقل والجسد معا.

التلاميذ الكـسالى

عادة تطلق تسمية الكـسول في المدرسة والصف، على التلميذ الذي لايميل للعمل والمشاركة وعلى الذي لايعمل بجدية ،او الذي يتهاون في الدرس ، ويتهرب من هذا العمل ،بالوقت الذي لديه اوقات وفرص للتعلم يصرفها بالبطالة .
ومن اهم صفات الكـسالى ، انهم لاينجزون اعمالهم بدقة ، وبصورة صحيحة في وقتها ، كما انهم يتحججون عن اداء وظائفهم و واجباتهم اليومية ويخلقون لانفسهم اعمالا جانبية ، حتى يمتنعوا عن اعمالهم ووظائفهم ، وهم يتوسلون بالاخرين كي ينجزوا اعمالهم . والسؤال الذي يجب ان نطرحه الان . هو كيف حدث هذا الخلل ، ومن هو المسؤول عنه ؟؟ هل الاباء والامهات ؟ ام سوء طرق تدريس المعلمين ؟ ام صعوبة المناهج الدراسية ؟ بدا يجب ان نعلم ان المرحلة الابتدائية تشكل المنطلق الاساسي الى الميادين التعليمية اللاحق وصولا الى لقاء اعلى مستويات الهرم التعليمي . وان المناهج ان كانت سليمة فانها حتما ستؤدي الى تحقيق اهداف صالحة لان الوسيلة الصالحة تثمر ثمرا صالحا ونافعا .
كما وان هذه الظاهرة (كـسل الابناء ) ـ ستقلق الاباء والامهات وسيشعرون بالحيرة تجاه هذا الامر، اذ تصبح محاولاتهم لتعليم الاولاد من اصعب الامور .
اذن؛ كيف يمكن للتلميذ تجاوز الكـسل واللحاق باقرانه .
هنا ياتي دور (( المشرف التربوي )) (المصلح) لياخذ على عاتقه معرفة اسباب هذه الظاهرة اولا و تشخيص الاسباب التي ادت الى ان يكون الطالب كـسولاً ،ومن ثم الاخذ بيده الى تجاوز هذه المحنة ولابد ان نعرف ان عدم تساوي مستوى الذكاء بين الاطفال ربما يعود الى عوامل وراثية ... وعوامل بيئية فضعيفو الذاكرة، لا يستطيعون ان يحتفظوا في اذهانهم بالدروس الحفظية، لذلك يحكم عليهم بالكـسل، فمن الطبيعي ان كفاءة عملية التذكر تؤثر في كفاءة التعلم، لان الذاكرة ، هي العملية العقلية التي يتم بها تسجيل وحفظ و استرجاع الخبرة الماضية كما ان بعض الاطفال ليس لديهم استعداد في مجال خاص، مثلا، يفهمون الرياضيات جيدا، لكن ليس لديهم استعداد في درس الادب والفن والرسم ، والعكـس.

العقاب الجسدي
ومن الاسباب المؤدية الى الكـسل ايضا استخدام القسوة الجسدية من قبل الاباء ضد اطفالهم ،كذلك تبني بعض العوائل مواقف فيها كثير من الحرية تجاه ابنائهم ، وكذلك الصراع العائلي الذي ينشب امام الطفل هذه الاسباب كلها تسبب خوفا في نفس الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة، وغير ذلك من الاعراض المماثلة في التأخر والاهمال الدراسي. ولا يخفى على احد دور المعلم الذي يلعبه في زرع الثقة في نفس الطالب كان سلبا أو إيجابا ...فحين يكون المعلم خفيف الظل ، حاضر الذهن ، نجد طلابه مندمجين بالدرس لا يشعرون بالوقت ، وأن يكن غير ذلك نجدهم خاملين منصرفين .

الادارة
ثم يأتي دور الإدارة وما تقدمه للطالب من اجل جعله يحب دروسه، وفوق كل ذلك دور وخدمات المشرف التربوي ... التي تعتبر فوق خدمات كل من المعلم وإدارة المدرسة..

المشرف التربوي
وكما هو معروف إن المشرف التربوي هو تربوي ذو خبرة ...
إذن فكيف سيتمكن المشرف التربوي من إيصال ونقل خبراته إلى :
أولا: الطالب : ثانيا: المعلم :
ثالثا: إدارة المدرسة: هناك عدة محاور على المشرف التربوي ان يتحرك من خلالها:
1. يلتقي أولا بمعلم المادة ويجلس معه لتكوين علاقة حميمة بينه وبين المعلم .

2. نقل خبراته لمعلم المادة .
3. التخطيط لعملية تدريس المادة مع معلم المادة .
4. التخطيط لاسلوب النقاش الذي يتلو الملاحظة و التحليل ، وهذا يتم طبعاً مع معلم المادة ايضا.
وتتكرر زيارة المشرف التربوي لمعلم المادة في الشهر أكثر من مرتين على الاقل يتم من خلالهما مناقشة ما تم ملاحظته في الصف وبالتالي يقوم المشرف . بجمع المعلومات التي حصل عليها من قبل المعلم وتحليلها على انفراد ودراستها ووضع الحلول لها... حيث يتم تحديد مدى نجاح وفعالية كل مرحلة من المراحل الدراسية. وكذلك يتم تقسيم عمل المعلم، من قبله، ومدى مهارته في ادارة مراحل التعلم . وهذه هي مرحلة التعليم و التوصيات لعملية المشرف التي تمت بينه وبين المعلم . وبعد ان تم التعرف على نوع العلاقة بين المشرف و المعلم لابد للمشرف التربوي من وضع خطط للطلبة الكـسالى وهذا يتم طبعاً بالتعاون بين المشرف التربوي و المعلم بطريقة تعاونية أو خطة عمل وفقاً للنقاط التالية:
1. التعرف على مشاكل الطالب الكـسول وإيجاد الحلول المناسبة لها
2. بناء علاقة وثيقة بين المشرف و المعلم من جهة وبين المشرف و الطالب من جهة اخرى .
3. معرفة سلوك الطالب الكـسول داخل وخارج المدرسة .. وكذلك أسلوب وطريقة تعامل المعلم مع هذا الطالب داخل الصف
4. تشجيع الطالب الكـسول الذي لديه رغبة في تطوير نفسه ، وعدم توجيه أية أشارة له من شأنها أن تشعره بالاستهزاء أو السخرية أو الخوف لان هذا يؤدي إلى عدم تشجيعه على المشاركة في عملية التفاعل الصفي.
5. الاستماع إليه .. وحل جميع مشكلاته ، وتحسيسه انه ليس اقل ذكاءً أو نضجاً إمام زملائه.
6. استدعاء ولي ّ أمره
. 7. تحديد جوانب القوة والضعف لدى التلميذ الكـسول لعلاج جواب الضعف وتلافيها وتعزيز جوانب القوة .
8. مراجعة التلميذ الكـسول في المواد التي درسها بهدف ترسيخ المعلومات المستفادة منها .
9. تعريف الطالب الكـسول بنتائج تعلمه وإعطاؤه فكرة واضحة على أدائه .
10. وضع برنامج للتعليم العلاجي (للطلبة الكـسالى) وتحديد منطلقات حصص التقوية.
11. يحتاج كل ذلك الى وجود خبرة عالية ومهارة فائقة لدى المشرف التربوي في إدارة هذه الفترة العمرية .. وهذه الطريقة تعني إن المشرف التربوي يشاطر المعلم في توجيه الطالب الكـسول.. ولذلك تزال النظرة الشائعة بين الأوساط التعليمية، إن المشرف التربوي أداة قمعية متسلطة ليس إلا ؟!
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-