تعريف المقاربة بالكفاءات

تعريف المقاربة بالكفاءات

أولا ـ مفهوم المقـاربة: (approche’ L)

يوجد العديد من التعاريف التي تحاول أن تعطي مفهوما للمقاربة نذكر منها :
أ ـ المقاربة حسب القاموس الفرنسي لاروس ( Larousse ) هي : الكيفية التي يتناول بها موضوع ما أو مشكلة ما.
ب ـ المقاربة حسب تعريف ( Legendre) في قاموسه التربوي ، إنها: كيفية دراسة مشكل أو معالجة أو بلوغ غايـــــة ،و ترتبط بنظرة الدارس إلى العالم الفكري الذي يحبذه في لحظة معينة , وترتكز كل مقاربة على إستراتيجية للعمل.
ج ـ تعريف "موريس أنجيرس"( Maurice Angers ): المقاربة هي شكل خاص غير متزمت لاستخدام نظرية علمية .
ممــا سبـق يمكن القـول بأن المقـــاربة هي عبـارة عن مجـــموعة التــصورات والمبـادئ و الاستراتيجيات التي يتم من خلالها تصور الكيفية التي يتم وفقها معالجة موضوع ما.

ثانيا ـ تعريف الكفاءة: ( La compétence)

أ ـ الكفاءة لغة : كفى , يكفي , كفاية : إذا قام بالأمر واستغنى به عن غيره، فهو كاف .
ب ـ الكفاءة اصطلاحا : يوجد العديد من التعاريف للكفاءة ذكرها الباحثون و هذا حسب الميدان أو السياق المستعملة فيه.
و كلمة ( Compétence) أصلها لاتيني وتعني العلاقة .و ظهر مصطلح الكفاءة كمصطلح تعليمي أول مـــــــــــرة في الولايات المتحدة الأمريكية في المجال العسكري ثم في التكوين المهني ثم في مجال التكوين بمعناه الشامل .
و في الجانب التربوي قام الباحثون في هذا المجال بوضع العديد من التعاريف للكفاءة نذكر منها ما يلي :
(1) يرى " جيلي بيار " (Gillet P. ) بأن الكفاءة هي :" نسق من المعارف المفاهيمية و العلمية المنظمة في شكل تخطيطات إجرائية , والتي تمكن انطلاقا من فئة من المواقف من تحديد مهمة/ مشكلة و حلها بعمل ناجح ( أداء)".
* يتضح من هذا التعريف أن الكفاءة تتضمن جملة المعارف النظرية و التطبيقية التي تمكن الفرد من حـل مشكلة ما بنجاح انطلاقا من فئة المواقف المحددة.
(2) ترى " تاقليانت " (Tagliante ) بأن الكفاءة : "تتعلق بمهارة ضمن موقف يرتبط بمعارف مـستـنـبطة و أو بالخبرة".
* أي أن الكفاءة ترتبط بالمهارة في علاقتها بالمواقف و المعارف أو الخبرة.
(3) أما "هاملين " ( Hamline) فيعرفها على أنها "مهارة تمكن من التجنيد الفوري انطلاقـا من سجل لحركـات جاهزة "
* أي يعتبرها مرادفا للمهارة العلمية.
(4) يعرفها دي كاتل" ( De Ketele ) و آخرون "بأنها مجموعة من القدرات والاستعدادات المرتبطة فيما بيــــنها ضمن مجال محدد ".
(5) و يعرفها " بورشي" ( Porcher) بأنها مجموعة من المعارف و المهارات و الاتجاهات المنظمة بغية إنجـــــاز مهمة تتصف عموما بالتعقيد و ذلك بطريقة ملائمة".
يتضح من التعاريف السابقة أنها تتفق جميعها على أن الكفاءة ترتبط بالمهارات و القدرات و المعارف والاتجاهات ضمن مواقف معينة لإنجاز عمل ما , بل هناك من ينظر إليها على أنها مرادفا للقدرة أو المهارة إلا أنها تختلف من حيث المكونات التي تتضمنها الكفاءة وشروط تحقيقها و من حيث المجال الذي ترتبط به
كما أنه يمكن استخراج مجموعة من المؤشرات من التعاريف السالفة الذكر كما يلي :
ـ إن الهدف الرئيسي للكفاءات هو أداء مهام وحل مشاكل و إنجاز مشاريع.
ـ تتضمن مكونات الكفاءة في الوقت نفسه المعارف و المهارات و الاتجاهات .
ـ التأكيد على فكرة إدماج و تكامل هذه المكونات.
ـ التـأكيد على فكرة التحويل و التكيف، فالكفاءة لا تتحدد بالنظر إلى وضعية واحدة و إنما بالنظر إلى مجموعة من الوضعيات المعقدة.
ـ التأكيد على فكرة أن الكفاءة قابلة دائما للتطور و التدعيم.

ثالثا ـ المقاربة بالكفاءات : ( approche Par Les Compétences’L )

هي مقاربة تعتمد أساسا على التوجه نحو تنمية الكفاءات لدى التلاميذ و إعطائها الأولوية في بناء المناهج باعتبارها نقطة الانطلاق عوضا عن الاهتمام بتدريس المعارف. و باعتماد المقاربة بالكفاءات يمكن الوصول إلى:
ـ أن الكفاءة تعمل في وضعية إدماج و تكامل , و يعني ذلك وضعية معقدة تتطلب توظيف جميع المكتسبات التي تعلمها التلميذ في وضعيات تعلمه السابقة و بالتالي فهي نشاط معقد يتطلب إدماج المعارف و المهارات و الاتجاهات الشخصية بدل التركيز على تكديس المعارف.
ـ أن وضعية الإدماج هي أقرب وضعية ممكنة للوضعيات الطبيعية التي سيوجهها التلاميذ فيما بعد.
ـ تتوجه الكفاءة نحو تنمية الاستقلالية لدى التلاميذ.
ـ تتحدد الكفاءة بناءًا على فئة من الوضعيات.
ـ أن المهنة تمارس من خلال مجموعة من الكفاءات , و كل كفاءة تتطابق مع مجموعة من الوضعيات التي تلتقي فيما بينها .
ـ أن تحديد الكفاءة يتطلب قبل كل شيء حصر مجموعة من الوضعيات المهنية من أجل وضع التداريب الوثيقة الصلة بها.
ـ أن تحديد الكفاءة يعني تحديد مهارة في مجابهة وضعية / مشكلة ،و هذا الوصف يقود إلى انتقاء معارف متعددة و إقصاء معارف أخرى.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-